اليتيم ويأخذ الثمن ، فامتنع وقال : ما باليتم حاجة إلى البيع ، ولا آمن أن أبيع ماله وهو مستغن عنه ، فيحدث على المال حادث ، فأكون قد ضيعته عليه ، فقلت : إنّا نعطيك في ثمن حصته ضعف قيمتها ، فقال : ما هذا لي بعذر في البيع ، والصورة في المال إذا كثر مثلها إذا قلّ ، قال : فأخذته بكلّ لون وهو يمتنع ، فأضجرني ، فقلت له : أيها القاضي ، لا تفعل ، فإنه موسى ابن بغا ، فقال لي : أعزّك الله ، إنه الله تبارك وتعالى ، قال : فاستحييت [من الله](١) إن أعاوده بعد ذلك ، وفارقته فدخل على موسى ، فقال : ما عملت في الضيعة؟ فقصصت عليه الحديث ، فلمّا سمع أنه الله بكى ، وما زال يكررها ثم قال : لا تعرض لهذه الضيعة ، وانظر في أمر هذا الشيخ الصالح ، فإن كانت له حاجة فاقضها ، قال : فأحضرته ، وقلت له : إن الأمير قد أعفاك من أمر الضيعة ، وذاك أنّي شرحت له ما جرى بيننا ، وهو يعرض عليك [قضاء](٢) حوائجك ، قال : فدعا له وقال : هذا الفعل احفظ لنعمته ، وما لي حاجة إلّا إدرار رزقي ، فقد تأخر منذ شهور وأضرّ بي (٣) ذلك ، قال : فأطلقت له جارية.
ذكر أبو الحسن محمّد بن أحمد بن أبي الفوارس الورّاق أن موسى بن بغا مات يوم الجمعة لليلتين بقيتا من صفر سنة أربع وستين ومائتين ببغداد ، فحمل إلى سرّ من رأى فدفن بها.
آخر الجزء الحادي والتسعين بعد الستمائة من تجزئة القاسم (٤).
٧٧١٢ ـ موسى بن جمهور بن زريق البغدادي ، ثم التنيسي السمسار (٥)
سمع بدمشق : هشام بن عمّار ، وهشام بن خالد الأزرق ، ودحيما ، وإبراهيم بن مروان ابن محمّد الطاطري ، وأحمد بن عبد الواحد بن عبّود ، وبغيرها : محمّد بن العباس اليزيدي ، وأبا الفتح عامر بن عمرو الموصلي ، وعلي بن حرب الطائي ، والحسن بن عيسى الماسرجسي ، وأبا التقي هشام بن عبد الملك ، ومحمّد بن المصفّى الحمصيين ، ومحمّد بن حميد الرازي ، ومؤمّل بن إهاب ، وعبد الله بن نصر الأنطاكي ، والوليد بن شجاع السكوني ، وعمر بن عثمان الحمصي ، وعثمان بن يحيى القرقساني.
__________________
(١) ما بين معكوفتين استدرك على هامش الأصل.
(٢) سقطت من الأصل ، وم ، و «ز» ، ود ، واستدركت عن تاريخ بغداد.
(٣) في د : وتاريخ بغداد : «وأضرني».
(٤) من قوله : آخر ... إلى هنا ليس في م ود.
(٥) ترجمته في تاريخ بغداد ١٣ / ٥١.