أخبرنا أبو نصر غالب بن أحمد بن المسلم ، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن زهير المالكي ، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن شجاع الربعي ، أنا محمّد بن علي أبو بكر الغازي ، أنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الله الحافظ ، أخبرني أحمد بن سهل الفقيه ، نا إبراهيم بن معقل ، نا حرملة بن يحيى ، نا ابن وهب قال : سمعت مالكا يقول (١) :
كان المغيرة بن شعبة نكّاحا للنساء ، ويقول : صاحب المرأة الواحدة إن مرضت مرض معها ، وإن حاضت حاض معها ، وصاحب المرأتين بين نارين يشتعلان ، قال : وكان ينكح أربعا جميعا ، ويطلقهن جميعا.
أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم ، أنا أبو الفضل عبد الرّحمن بن أحمد ، أنا جعفر بن عبد الله ، أنا محمّد بن هارون ، نا عبّاس بن محمّد الدوري ، نا الفيض بن الفضل البجلي ، نا منصور بن أبي الأسود ، عن ليث بن أبي الأسود ، عن ليث بن أبي سليم قال : قال المغيرة بن شعبة :
أحصنت ثمانين امرأة ، فأنا أعلمكم بالنساء ، كنت أحبس المرأة لجمالها وأحبس المرأة لولدها ، وأحبس المرأة لقومها ، وأحبس المرأة لمالها ، فوجدت صاحب الواحدة إن زارت زار (٢) ، وإن حاضت حاض ، وإن نفست (٣) نفس ، وإن اعتلّت اعتلّ معها بانتظاره لها ، ووجدت صاحب الثنتين في حرب هما ناران يشتعلان ، ووجدت صاحب الثلاث في نعيم ، وإذا كن أربعا كان في نعيم لا يعدله شيء ، ولا يقتصرن أحدكم على الواحدة فيكون مثله مثل أبي جفنة وامرأته أم عقّار أنه قال لها : إذا كنت خاطبا فإياك وكل مجفرة (٤) مبخرة منتفخة الوريد ، كلامها وعيد ، وبصرها حديد ، سفعاء (٥) فوهاء (٦) ، قليلة الإرغاء (٧) ، دائمة الدعاء ، سلفع ، لا تروى ولا تشبع ، دائمة القطوب ، عارية الظّنبوب (٨) ، حديدة الركبة ، سريعة الوثبة ، شرّها يفيض ، وخيرها يغيض (٩) ، لا ذات رحم قريبة ، ولا غريبة نجيبة ، إمساكها مصيبة ،
__________________
(١) من طريقه رواه الذهبي في تاريخ الإسلام (٤١ ـ ٦٠) ص ١٢٣ وسير الأعلام ٢ / ٣١ والبداية والنهاية ٨ / ٤٩.
(٢) يعني إن زارت المرأة أهلها فغابت عنه ، وقوله : زار : يعني غاب حظه منها (غريب الحديث للخطابي).
(٣) نفست المرأة : ولدت (تاج العروس ـ بتحقيقنا : نفس).
(٤) امرأة مجفرة المتغيرة ريح الجسد.
(٥) سفعاء : المرأة التي اسود خدها وجلدها.
(٦) فوهاء : الفوهاء المرأة الواسعة الفم والأشداق.
(٧) كذا بالأصل ود ، و «ز» ، وم : قليلة.
(٨) الظنبوب : عظم الساق.
(٩) أي يقل وينضب.