واستهزائه به فقال : «اللهم أعم بصره وأثكله ولده» (١).
والأسود بن عبد يغوث الزهرى ، والوليد بن المغيرة المخزومى ، والعاص بن وائل السهى ، والحارث بن الطلاطلة الخزاعى. فلما تمادوا فى الشر وأكثروا برسول الله صلىاللهعليهوسلم الاستهزاء أنزل الله عليه : (فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) [الحجر : ٩٤ ، ٩٦].
فأتى جبريل عليهالسلام ، رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهم يطوفون بالبيت ، فقام وقام رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى جنبه ، فمر به الأسود بن المطلب فرمى فى وجهه بورقة خضراء فعمى ، وسيأتى بعد أنه أصيب له يوم بدر ثلاثة من ولده ، ابناه زمعة وعقيل وابن ابنه الحارث بن زمعة ، فاستوفى الله سبحانه بذلك فيه لرسوله صلىاللهعليهوسلم إجابة دعوته عليه بالعمى والثكل.
ثم مر به الأسود بن عبد يغوث فأشار إلى بطنه فاستسقى بطنه فمات منه حبنا ، وعن غير ابن إسحاق أنه لما نزل : (إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ) [الحجر : ٩٥] نزل جبريل عليهالسلام ، فحنا ظهر الأسود بن عبد يغوث الزهرى ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم خالى خالى فقال له جبريل : خله عنك ، ثم حناه حتى قتله.
قال ابن إسحاق : ومر به الوليد بن المغيرة فأشار إلى أثر جرح بأسفل كعب رجله أصابه قبل ذلك بسنين وهو يجر سبله ، فانتقض به فقتله. ومر به العاص بن وائل فأشار إلى أخمص رجله ، فخرج على حمار له يريد الطائف فربض به على شبرقة فدخلت فى أخمص رجله شوكة فقتلته. ومر به الحارث بن الطلاطلة فأشار إلى رأسه فامتخض قيحا فقتله (٢).
قال (٣) : وكان النفر الذين يؤذون رسول الله صلىاللهعليهوسلم فى بيته أبو لهب ، والحكم بن أبى العاص بن أمية ، وعقبة بن أبى معيط ، وعدى ابن حمراء الثقفى ، وابن الأصداء الهذلى ، وكانوا جيرانه لم يسلم أحد منهم إلا الحكم.
فكان أحدهم فيما ذكر لى ، يطرح عليه رحم الشاة وهو يصلى ، وكان أحدهم يطرحها فى برمته إذا نصبت له حتى اتخذ رسول الله صلىاللهعليهوسلم حجرا يستتر به منهم إذا
__________________
(١) انظر الحديث فى : البداية والنهاية لابن كثير (٣ / ١٠٥) ، تفسير الطبرى (١٤ / ٤٨) ، تفسير ابن كثير (٤ / ٤٧٠).
(٢) انظر الحديث فى : تفسير ابن كثير (٤ / ٤٧٠) ، تفسير الطبرى (١٤ / ٤٨).
(٣) انظر : السيرة (٢ / ٢٦).