إذا اختبطوا لم يفحشوا فى نديهم |
|
وليس على سؤالهم عندهم بخل |
وإن حاربوا أو سالموا لم يشبهوا |
|
فحربهم حتف وسلمهم سهل |
وجارهم موف بعلياء بيته |
|
له ما ثوى فينا الكرامة والبذل |
وحاملهم موف بكل حمالة |
|
تحمل لا غرم عليه ولا خذل |
وقائلهم بالحق إن قال قائل |
|
وحلمهم عود وحكمهم عدل |
ومنا أمير المسلمين حياته |
|
ومن غسلته من جنابته الرسل |
وقال حسان أيضا من قصيدة له أولها (١) :
وقومى أولئك إن تسألى |
|
كرام إذا الضيف يوما ألم |
عظام القدور لأيسارهم |
|
يكبون فيها المسن السنم |
يواسون جارهم فى الغنى |
|
ويحمون مولاهم إن ظلم |
فكانوا ملوكا بأرضيهم |
|
يبادون غضبا بأمر غشم |
ملوكا على الناس لم يملكوا |
|
من الدهر يوما كحل القسم (*) |
ملوكا إذا غشموا فى البلا |
|
د لا ينكلون ولكن قدم |
فأبنا بساداتهم والنساء |
|
وأولادهم فيهم تقتسم |
ورثنا مساكنهم بعدهم |
|
وكنا ملوكا بها لم نرم |
__________________
(١) انظر الأبيات فى : السيرة (٤ / ١٨٤).
(*) ذكر فى السيرة أبيات بعد هذا لم يذكرها هنا وهى :
أنبوا بعاد وأشياعهم |
|
ثمود وبعض بقايا إرم |
بيثرب قد شيدوا فى النخيل |
|
حصونا ودجن فيها النعم |
نواضح قد علمتها اليهو |
|
د عل إليك وقولا هلم |
وفيما اشتهوا من عصير القطا |
|
ف والعيش رخوا على غيرهم |
فسرنا إليهم بأثقالنا |
|
على كل فحل هجان قطم |
جنبنا بهن جياد الخيو |
|
ل قد جللوها جلال الأدم |
فلما أناخوا بجنبى صرار |
|
وشدوا السروج بلى الحزم |
فما راعهم غير معج الخيو |
|
ل والزحف من خلفهم قد دهم |
فطاروا سراعا وقد أفزعوا |
|
وجئنا إليهم كأسد الأجم |
على كل سلهبة فى الصبا |
|
ن لا يشتكين نحول السأم |
وكل كميت مطار الفؤاد |
|
أمين الفصوص كمثل الزلم |
عليها فوارس قد عودوا |
|
قراع الكماة وضرب البهم |
انظر : السيرة (٤ / ١٨٣ ـ ١٨٤).