أن الشيطان أخذها فذهب بها ، فنهض نوح ليدخل السفينة ليلتمسها فقال له الملك : اجلس يا نبي الله ، إنك ستؤتى بها ، فجلس فقال له الملك : لك فيها شريك ، فأحسن مشاركته ، قال : نعم ، قال : له سبع ولي ستة أسباع ، قال : أحسن ، قال : وأنت محسن قال : له السدس ، قال : أحسن ، قال : له الخمس ، قال : أحسن ، قال : له الربع ، قال : أحسن ، قال : له الثلث ، قال : قد فعلت ، قال : فما كان فوق الثلاث فلإبليس.
قال : وقال إسحاق : أخبرني هشام بن حسان عن غير (١) محمّد بن سيرين قال أبو حذيفة : وأخبرني عدة منهم عثمان عن محمّد بن السائب الكلبي ، عن أبي صالح ومقاتل عن الضحاك ، وجويبر عن الضحّاك عن ابن عبّاس.
أنه لمّا سرق (٢) إبليس [حبلة العنب (٣) ، وطلبها نوح فلم يقدر عليها ، قال لولده : التمسوا ، فقال جبريل : ذهب بها إبليس](٤) وإنا قد بعثنا إليه ليؤتى بها وهو شريكك فقاسمه وأحسن مقاسمته ، فجاء به الملك ومعه الحبلة فقال : يا إبليس بئس ما صنعت. إنّك سرقت حبلة العنب ، وحملتك فما كافأتني قال نوح : ما أنت حملتني ، ولكن الله أنظرني ، قال : فإنّ لي في هذه شركة ، قال : لك الثلث ، ولي الثلثان ، قال : فما أنصفتني. قال له جبريل : ردّه وأحسن مشاركته ، فقال : له النصف ، فقال : ردّه إنك تأكله غضا وعنبا ويابسا وحلوا وحامضا ، وتشربه عصيرا ، قال : فلي الثلث وله الثلثان ، قال : فرضي.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون ، أنا أبو القاسم بن بشران ، أنا أبو علي بن الصوّاف ، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، نا المنجاب ، أخبرنا علي ابن مسهر ، عن أشعث بن سوار ، عن ابن سيرين قال :
حمل مع نوح في السفينة من كلّ زوجين اثنين فلقيه الملك فقال : إنا وجدناكم قد كنتم لنا حملتين من عنب ، وإنا لم نجد شيئا ، فقال له الملك : صدقت سرقها الشيطان ، وقد بعثنا إليهما من يجيء بهما ، وإنه سيشاركك فيها فأحسن (٥) مشاركته ، فقال له نوح : لي الثلثان وله الثلث ، قال الشيطان : لا أرضى ، قال نوح : فلي النصف وله النصف ، فقال الشيطان : لا
__________________
(١) في «ز» : عمير ، تصحيف.
(٢) الأصل : دخل ، والمثبت عن «ز» ، وم.
(٣) حبلة العنب : الحبلة : الكرم أو أصل أصوله.
(٤) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم ، واستدرك عن «ز».
(٥) الأصل وم : «بأحسن مشاركة» والمثبت عن «ز».