أرضى ، فقال الملك لنوح : إنك تأكله عنبا ، وتأكله زبيبا ، قال : وأوشك في العصير وتطبخه حتى يذهب ثلثاه ويبقى ثلثه ، فقال له نوح : لي الثلث وله الثلثان ، فقال له الملك : أحسنت وأنت محسان (١).
أنبأنا أبو الحسن علي بن بركات ، حدّثنا أبو بكر الخطيب ـ لفظا ـ أنا أبو الحسن بن رزقويه ، أنا عثمان بن أحمد ، وأحمد بن سندي ، قالا : أخبرنا الحسن بن علي ، أنا إسماعيل ابن عيسى ، قال : قال إسحاق بن بشر : وأخبرنا أبي عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه عن علي ابن أبي طالب قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «كان حمل نوح معه في السفينة من جميع الشجر ، وكانت العجوة من الجنة مع نوح في السفينة» [١٢٨٠٨].
قال : وقال إسحاق : فأخبرنا رجل من أهل العلم : أنّ نوحا حمل أهل السفينة ، وحمل فيها من كلّ زوجين اثنين ، وحمل من الهدهد زوجين ، وجعل أم الهدهد فصلا على زوجين فماتت في السفينة قبل أن تظهر الأرض ، فحملها الهدهد فطاف بها الدنيا ليصيب لها مكانا ليدفنها فيه فلم يجد طينا ولا ترابا ، فرحمه ربه فحفر له في قفاه قبرا فدفنها فيه ، فذلك الريش الناتئ في قفا الهدهد موضع القبر ، فلذلك نتأ أقفية الهداهد.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو بكر محمّد بن عبيد الله بن الشخير ، نا أحمد بن محمّد بن يزيد الزعفراني ، نا [محمد بن](٢) مسلم بن وارة الرازي ، نا محمّد بن موسى بن أعين ، نا أبي ، عن سفيان الثوري ، عن موسى بن المسيّب ، عن شهر بن حوشب ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ما أنزل الله سفة (٣) من الريح إلّا بمكيال ولا قطرة من الماء إلّا بمثقال إلّا يوم نوح وعاد ، فإن الماء يوم نوح طغى على الخزان فلم يكن لهم عليه سبيل» قال : ثم قرأ : (إِنَّا لَمَّا طَغَى الْماءُ حَمَلْناكُمْ فِي الْجارِيَةِ)(٤) وإنّ الريح يوم عاد عتت على الخزّان ثم تلا (عاتِيَةٍ)(٥).
أنبأنا أبو الحسن الخشوعي ، نا أبو بكر الخطيب ، أنا ابن رزقويه ، أنا عثمان بن
__________________
(١) كذا بالأصل و «ز» ، وم.
(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم ، واستدرك عن «ز».
(٣) كذا رسمها بالأصل وم و «ز» ، والذي في تاج العروس ، طبعة دار الفكر : السفى : التراب وإن لم تسفه الريح ، أو اسم لكل ما سفته الريح ، واحدته بهاء.
(٤) سورة الحاقة ، الآية : ١١.
(٥) سورة الحاقة ، الآية : ٦.