فقال بعضهم : يا واثلة قم عن هذا المجلس ، فإنا قد نهينا عنه ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «دعوا واثلة ، فإنّي أعلم ما الذي أخرجه من منزله» قلت : يا رسول الله ، وما الذي أخرجني؟ قال : «أخرجك من منزلك تسأل عن اليقين والشك» قلت (١) : والذي بعثك بالحق ما أخرجني غيره ، قال : فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إنّ البر ما استقر في الصدر واطمأن إليه القلب ، والشك ما لم يستقر في الصدر ولم يطمئن إليه القلب ، فدع ما يريبك إلى ما لا يريبك ، وإن أفتاك المفتون» [١٢٨٦٥].
أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، وأبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم ، قالا : أخبرنا أبو سعد الأديب ، أنا محمّد بن أحمد بن حمدان.
ح وأخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر قالت : قرئ على إبراهيم بن منصور أنا [أبو](٢) بكر بن المقرئ.
قالا : أخبرنا أبو يعلى ، نا أحمد بن المقدام ـ زاد ابن حمدان : أبو الأشعث العجلي (٣) ثم اتفقا ـ حدّثنا عبيد بن القاسم ، نا العلاء بن ثعلبة ، عن أبي المليح الهذلي ، عن واثلة بن الأسقع قال :
رأيت النبي صلىاللهعليهوسلم بمسجد الخيف ، فقال لي أصحابه : إليك يا واثلة ، أي تنحّ عن وجه النبي صلىاللهعليهوسلم ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «دعوه ، فإنّما جاء يسأل» ـ وقال ابن المقرئ : ليسأل ـ قال : فدنوت فقلت : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، لتفتنا عن أمر نأخذه عنك من بعدك ، قال : «لتفتك نفسك» قال : وكيف لي بذلك؟ وقال ابن المقرئ : وكيف بذاك؟ قال : «تدع ما يريبك إلى ما لا يريبك ، وإن أفتاك المفتون» قلت : وكيف لي بعلم ذلك؟ قال : «تضع يدك على فؤادك ، فإنّ القلب يسكن للحلال ولا يسكن للحرام ، وإنّ الورع المسلم يدع الصغير مخافة أن يقع في الكبير» قلت : بأبي أنت وأمي ، ما العصبية؟ قال : «الذي يعين قومه على الظلم» قلت : من ـ قال ابن المقرئ : فمن ـ الحريص؟ قال : «الذي يطلب المكسبة من غير حلها» قلت : فمن الورع؟ قال : «الذي يقف عند الشبهة» قلت : فمن المؤمن؟ قال : «من أمنه الناس على أموالهم ودمائهم» قلت : فمن المسلم؟ قال : «من سلم المسلمون من لسانه ويده»
__________________
(١) بالأصل وم و «ز» : قال.
(٢) سقطت من الأصل وم ، واستدركت عن «ز».
(٣) هو أحمد بن المقدام بن سليمان بن الأشعث ، أبو الأشعث البصري العجلي ترجمته في تهذيب الكمال ١ / ٢٦٥.