يخوفهم بها ، جرّ أحدهما ، بإذن الله ، من فوق العجلة ، فوقع في البحر إما كله أو بعضه على قدر ما يريد الله من شدة التخويف ، وذلك هو الكسوف ، فإذا كان ذلك افترقت الملائكة فرقتين ، فرقة منهم يجرون الشمس نحو العجلة ، وفرقة يجرون العجلة نحو الشمس ، وكذلك القمر ، والذي ترون من خروج الشمس والقمر قليلا من السواد الذي يعلوهما بعد الكسوف فذلك السواد هو البحر (٣).
فصل [في المطر]
وأما المطر فهو الأصل في حياة الحيوان والنبات وسائر المخلوقات ، والدليل على ذلك قوله تعالى : (وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍ) [الأنبياء ٢١ / ٣٠]. وهذا لفظ يقتضي العموم ، وشواهد الكتاب والسنة كثيرة ناطقة بأن المطر من السماء ، ومنها قوله تعالى : (وَنَزَّلْنا)(٤)(مِنَ السَّماءِ ماءً مُبارَكاً) [ق ٥٠ / ٩] ، وقوله تعالى : (وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ) [الذاريات ٥١ / ٢٢] ، قال المفسرون ، هو المطر. وقوله تعالى : (وَيُنَزِّلُ)(٥)(مِنَ السَّماءِ ماءً) [الروم ٣٠ / ٢٤].
وقال العلماء : المياه التي تنزل من السماء ثلاثة : ماء المطر ، وذوب الثلج ، والبرد ، والمياه التي نبعت من الأرض ثلاثة : ماء البحر وماء الأنهار وماء الآبار.
__________________
(٣) لم أجد لهذا الحديث أصلا فيما رجعت إليه من كتب السنة ولعله غير صحيح كما صرح ابن الأثير في الكامل ١ / ١٥ بقوله : «ولكن الحديث غير صحيح ومثل هذا الأمر العظيم لا يجوز أن يسطر في الكتب بمثل هذا الإسناد الضعيف» ، وقد علق ناسخ الكتاب الأستاذ محمود شكري بن عبد القادر الآلوسي على هذا النص في هامش المتن بقوله : «ليس لهذا الخبر حقيقة في الشريعة».
(٤) في الأصل : وأنزلنا.
(٥) في الأصل : وننزل.