موجز عن حياته بعد حجته الأولى : قال : ثم تقدمت بعد الحج إلى مدينة زبيد ، وقد توفي بها جدي المذكور في حال غيبتي ، وكانت وفاته ضحى يوم الأربعاء منتصف المحرم سنة أربع وثمانين وثمان مئة عن ثمانين سنة غير أربعة أشهر رحمه الله تعالى ، وكان قدومي يوم رابع موته.
فأقمت بزبيد في أطيب عيش وأتم سرور عند خالي وسيدي الفقيه جمال الدين أبي النجا محمد الطيب بن إسماعيل بن محمد بن مبارز [فأحسن تربيتي وتهذيبي ، وأتقن تعليمي واعتنى بي العناية المجدية] ، جزاه الله تعالى عني خيرا.
حجته الثانية : قال : ولم أزل عنده حتى ذهبت إلى الحجة الثانية في أواخر سنة خمس وثمانين وثمان مئة ، فرجعت إلى مدينة زبيد سالما غانما.
عودة إلى متابعة موجز حياته : قال : ثم منّ الله علي بصحبة شيخنا الإمام العلامة المحدث بقية أهل اليمن زين الدين أبي العباس أحمد بن أحمد بن عبد اللطيف الشرجي الزبيدي (٣٦) ، كان الله له ، وارتحلت في حياته بإشارته إلى بيت الفقيه ابن عجيل لزيارة الفقهاء بني جغمان.
حجته الثالثة وزيارة المسجد النبوي الشريف : قال : ثم حججت الحجة الثالثة في سنة ست وتسعين وثمان مئة ، وزرت بعد الحج مسجد سيدنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم في أواخر ذي الحجة منها.
عودة إلى متابعة موجز حياته : قال : ثم رجعت إلى مكة المشرفة في المحرم من سنة سبع وتسعين وثمان مئة ، فمنّ الله عليّ بلقاء الشيخ الإمام ، حافظ العصر ، مسند الدنيا ، فريد الوقت شمس الدين أبي الخير محمد بن عبد الرحمن السخاوي المصري
__________________
(٣٦) أحمد الشرجي الزبيدي : (٨١٢ ـ ٨٩٣ ه) ـ (١٤١٠ ـ ١٤٨٨ م) : محدث البلاد اليمنية في عصره ، نسبته إلى شرجة (حيس في جنوبي زبيد) ، واشتهر وتوفي في زبيد ، له : التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح ، وهو مختصر صحيح البخاري ، ويعرف بمختصر الزبيدي ، وطبقات الخواص في سير أولياء اليمن ، والفوائد ، ونزهة الأحباب ، وغيرها. (الأعلام ١ / ٩١).