ومع هذا كله ، فهو أمين على التراث والدين والتاريخ كل الأمانة ، لا يعيبه فيها تعصبه ذاك ، ولا يطعن في إمامته في العلوم التي برز فيها عن جدارة كبيرة واستحقاق عظيم يحسد عليه.
شعره : كان لابن الديبع موهبة شعرية ، غير أن اشتغاله بعلوم الدين والتاريخ ، واجتهاده بالتأليف لم يترك له مجالا لنظم الشعر الفني الأدبي للأدب ذاته ، وإنما كانت نفسه تنطلق على سجيتها لتعبر عن شاعريتها بصورة صادقة لطيفة ، تعليقا على أمر ذي شأن ، أو تسجيلا لخاطر ذي بال ، أو دعوة لإقامة الحق ونصرة الدين ، أو في مسائل علمية.
ولذلك فإن ما وصل إلينا من شعره يعد من شعر العلماء ، ومنه الشعر الذي أورده في كتابه هذا (نشر المحاسن اليمانية) ومنه :
قصيدته التائية في سبب تأليفه كتاب نشر المحاسن ومطلعها :
كملت تتمته بسبعة أبوب |
|
ألفتها وبها رسمت كتابي |
وقصيدته التائية إلى يحيي بن عمر الذئابي ومطلعها :
بربك يا طرسي إذا جئت منبرا |
|
بمدرسة الضنجوج دار الأحبة |
وقصيدته الرائية التي يحرض فيها العلماء وذوي السلطان على مناصرة الدين ، وزجر البدعي المبتدع ابن الشيخ أحمد ، مدعي النبوة في سحير ، ومطلعها :
كتاب الخالق الملك الكبير |
|
شفاء للملوك وللصدور |
وقصيدته التي أرسلها إلى أحد المشعوذين مدعي الكرامة والولاية في قوّر ، فولّى هاربا حين وصلته تلك القصيدة فورا ، ومطلعها :
يا أيها الرجل العظيم الشان |
|
يا واصلا من أبعد الأوطان |
وفي هذا كله يراجع للاطلاع عليه مسرد الشعر في فهارس كتابنا هذا ، ويعاد إلى متنه لتعرف النصوص كلها ومناسباتها ، واستيفاء دراستها فيه.