[١٤] / فصل
[في ذكر الرياح الأربع وجهات هبوبها وصفاتها وما يحمد منها
وما يذم وما جاء في ريح الجنوب المنسوبة إلى اليمن]
اعلم ـ وفقك الله ـ أنه ورد في الحديث عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «الريح من روح الله تجيء بالرحمة والعذاب ، فلا تسبوها ، واسألوه خيرها ، وتعوذوا من شرها» (٣٤).
قال الشيخ العارف عفيف الدين عبد الله بن أسعد اليافعي (٣٥) رحمه الله في كتابه (سراج التوحيد) : الرياح أربع وهي : الشمال والجنوب والصبا والدبور ، فجهة الشمال ما بين مطلع بنات نعش إلى مطالع الشمس في الشتاء ، يعني بنات نعش السبعة (٣٦) التي في جهة القبلة ، وجهة الجنوب ما بين مطلع سهيل إلى مغارب الشمس في الصيف ، وجهة الصبا ما بين مطالع الشمس في الصيف إلى مطلع سهيل ، وجهة الدبور ما بين مغارب الشمس في الصيف إلى مطلع بنات نعش.
__________________
(٣٤) يراجع تعليقنا رقم (٢٨) وفيه نص هذا الحديث مخرجا والتعليق عليه ، ويلاحظ أن المصنف هنا يروي الحديث بالمعنى لا بنصه كما أوردناه هناك عن كتب السنة.
(٣٥) عفيف الدين عبد الله بن أسعد اليافعي (٦٩٨ ـ ٧٦٨ ه) ـ (١٢٩٨ ـ ١٣٦٧ م) : مؤرخ باحث متصوف من شافعية اليمن ، نسبته إلى يافع بن حمير ، ومولده ومنشؤه في عدن ، حج سنة ٧١٢ ه وعاد إلى اليمن ثم رجع إلى مكة سنة ٧١٨ ه فأقام وتوفي بها ، وتصانيفه كثيرة ، ولعله صاحب التاريخ الذي اعتمد فيه ابن خلكان والذهبي ، وفيه من التعصبات الأشعرية أشياء منكرة ، وله كلام في ذم ابن تيمية ، وهو من المعظمين لابن عربي ، وله في ذلك مبالغة. (الأعلام ٤ / ٧٢ وغربال الزمان ٧ ، والمقدمة عليه للمشرف القاضي عبد الرحمن الإرياني).
(٣٦) بنات نعش الكبرى : سبعة كواكب أربعة منها نعشّ أي سرير لأنها مربعة ، وثلاث بنات نعش ، وكذلك بنات نعش الصغرى ، شبهت بحملة النعش في تربيعها ، وواحدها ابن نعش لأن الكوكب مذكر فيذكرونه على تذكيره.