بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
سبحانك اللهم وبحمدك حمدا يوافي نعمك ويكافئ مزيدك ، وتبارك اسمك يا ذا الجلال والإكرام ، وتعالى جدك ، لا أحصي ثناء عليك كما أثنيت على نفسك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك ، أنت المستعان ، وعليك البلاغ ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، وأشهد أن محمدا عبدك وخاتم أنبيائك ورسلك ـ صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ـ بعثته بالرسالة الخالدة للناس كافة ، رحمة للعالمين ، سيدا للخلق أجمعين ، اللهم صلّ وسلّم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه وإخوانه الغر الميامين ، ومن اصطفيت من عبادك الصالحين ، ومن سار على نهجهم القويم إلى يوم الدين.
اللهم إني أسألك من خير ما سألك منه نبيك محمد صلىاللهعليهوسلم ، وأعوذ بك من شر ما استعاذك منه ، اللهم اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب ، اللهم آتنا في الدنيا حسنة ، وفي الآخرة حسنة ، وقنا عذاب النار. أما بعد :
فإن من حكمته تعالى في خلقه أن جعل الناس ينتشرون في الأرض أمما وشعوبا وقبائل مختلفي الألوان والألسنة والمساكن والطبائع والمواهب والطاقات.
وجعل لكل أمة خصائص في أفرادها وفي بلادها تختلف عن الأخرى ، منسكا وشرعة ومنهاجا ، ومزايا وخصائص وسجايا.
وطلب إلى الجميع أن يستبقوا الخيرات ، ويتفكروا في خلق السموات والأرض ، ويعبدوا الله تعالى حق عبادته ، لا فضل لأحد منهم على غيره إلا بالتقوى.
(يا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى ، وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا ، إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ ، إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) [الحجرات ٤٩ / ١٣].