[خطبة كتاب نشر المحاسن اليمانية]
[١] / بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أخرج الموجودات من العدم إلى الوجود ، وجعل منهم الحيوان والجماد يسبح بغير لسان موجود ، وفضّل جنس بني آدم على سائر المخلوقات فخصّهم بتركيب العقول لمعرفة المصالح والمضرات ، أحمده على ما أفضل وأنعم ، وأصلي على نبيه محمد صلى الله تعالى عليه وسلم ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة صدق وإيمان ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المخصوص بكل برّ وإحسان ، صلى الله تعالى عليه وسلم ، وشرّف وعظّم وكرّم. أما بعد :
فإنه لما خصّ الله اليمن بالفضل والتكريم ، وجعل إقليمه أعدل الأقاليم ، وصار دار إقامة العرب. أرباب الفضل والأدب ، بدلالات الأحاديث النبوية والمقالات المرضية.
فمنها في فضل اليمن قوله صلى الله تعالى عليه وسلم : «أتاكم أهل اليمن ، هم أرأف أفئدة وألين قلوبا» (١).
ومنها قوله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : «الإيمان يمان والحكمة يمانية» (٢).
__________________
(١) رواه أحمد عن عقبة بن عامر في مسنده ٤ / ١٥٤ ، كما رواه علي بن حسام الدين الشهير بالمتقي صاحب منتخب كنز العمال ٥ / ٣١٦ عن أبي هريرة من رواية البخاري ٣ / ٨١ ومسلم ١ / ٥٣ والترمذي ١٣ / ٢٨٦
(٢) رواه البخاري في المغازي ٧٤ والمناقب ١ وبدء الخلق ١٥ ، ومسلم في الإيمان ٨٢ ، ٨٤ ، ٨٦ ، ٨٨ ـ ٩٠ والترمذي في المناقب ٧١ والفتن ٦١ والدارمي في المقدمة ١٤ (١ / ٣٧) وأحمد ٢ / ٢٣٥ ، ٢٥٢ ، ٢٥٦ ، ٢٥٨ ، ٢٦٧ ، ٢٧٠ ، ٢٧٧ ، ٢٧٨ ، ٣٧٢ ، ٣٨٠ ، ٤٠٧ ، ٤٢٦ ، ٤٥٧ ، ٤٧٤ ، ٤٨٠ ، ٤٨٤ ، ٤٨٨ ، ٥٠٢ ، ٥٤١ و٣ / ٢٢٤