[٢٠] / فصل [في وصية يشجب لابنه عامر]
ثم مات يعرب فورثه ابنه يشجب ، وأقام في المملكة من بعده ، ما شاء الله ، ثم لما حضرته الوفاة أوصى إلى ابنه عامر وهو سبأ الأكبر بحفظ الملك والعدل في الرعية ، فقال هذه الأبيات : [البسيط]
علم حواه أبي من دون إخوته |
|
وحزته بعده من دون إخواني |
وزادني يعرب من عنده شيما |
|
وصّى بنيه بها يوما ووصّاني |
حفظتها حين (٢٤) ما غيري استهان بها |
|
وحفظها آخر الأيام من شاني |
أعبد شمس أبيت اللعن من ملك |
|
هل من يعادلني (٢٥) في ملكنا ثاني |
بل أنت تحفظ منّي ما حفظت وما |
|
به بنيت لكم ملكي وسلطاني |
بلى رأيتك هشّا (٢٦) ماجدا فطنا |
|
وقد إخالك ظنّا غير علان (٢٧) |
فصل [في قيام سبأ الأكبر بالمملكة بعد أبيه]
ثم مات يشجب ، فقام ابنه عامر بالمملكة من بعده ، وعامر هو سبأ الأكبر ، كما ذكرنا ، ويسمى أيضا عبد شمس ، وإنما سمي سبأ الأكبر لأنه أول من سبا السبايا ، وهو أول من غزا من اليمن إلى أرض بابل ، وقد ذكره الكلاعي في قصيدته فقال : [الوافر]
وعامرنا المسمّى عبد شمس |
|
تغضّ له العيون الناظرونا |
سما بالخيل يوم دها الفيافي (٢٨) |
|
فصبّح بابلا بأسا مهينا |
__________________
(٢٤) في الأصل : عنه حين ، فأسقطت من المتن (عنه) ليستقيم الوزن والمعنى.
(٢٥) في الأصل : يعدلي ، وتحته بخط أصغر : لعله : يعادلني.
(٢٦) هشا : سهلا ، نشيطا ، سخيا.
(٢٧) علّان : جاهل. وفي الأصل : علاني وهو تحريف.
(٢٨) دها الفيافي : أصابها بداهية واحتلها.