قلت : وبنات نعش منها كبرى ومنها صغرى ومطالعها متقاربة ، والكبرى أرفع من الصغرى ، والقطب الذي يستدل به على القبلة في وسط الصغرى ما بين الفرقدين والجدي ، وكل هذه النجوم المذكورة تدور حوله كيفما دارت وانقلبت ، فهي مقابلة للكعبة.
هذا معنى كلام الإمام اليافعي ، وإن لم يكن لفظه بعينه ، وقد كنت سمعت الناس يكثرون السؤال في أيام الخريف عن طلوع هذه السبعة المسماة بنات نعش فنظمت في معنى طلوعها هذا البيت وفيه رمز مفيد في ترتيب الطلوع وهي هذه :
تاكل تركن أجب اديع |
|
احكس اوس احكع لذاعق |
فالحروف : الأول إشارة إلى الشهر الرومي ، والحرف الأخير إشارة إلى النجم الطالع ، وما كان بينهما من الحروف فهي إشارة إلى العدد بحساب الجمل (٣٧) ؛ فقولنا : تاكل ، التاء إشارة إلى تموز وهو الحرف الأول ، واللام إشارة إلى طلوع النجم الأول من السبعة وهو الحرف الأخير ، وبينهما ألف وكاف ، فالألف بواحد ، والكاف بعشرين ، فيكون طلوع الأول من السبعة على أحد وعشرين يوما من تموز. وعلى هذا فقس باقي البيت ، أخذت معنى حقيقة طلوعها من أصل منشور محقق ، وجدته عند الفقيه الفاضل العلامة تقي الدين عمر بن محمد الفتى معيبد (٣٨) ، وسألته عن صحته ، فقال : صحيح.
__________________
(٣٧) جدول حساب الجمل تقابله الأرقام :
(٣٨) تقي الدين عمر بن محمد الفتى معيبد : هو أبو حفص عمر بن محمد بن معيبد السراج المعروف بالفتى (٨٠١ ه ـ ٨٨٧ ه) ، فقيه اليمن وعالمها ومفتيها ، وستأتي ترجمته كاملة في الباب السابع التعليق ٩٤