تصدّقوني؟ قالوا : بلى ، قال : فإني «نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ» (١).
فقال أبولهب : تبّاً لك لهذا دعوتنا فنزلت سورة تبّت (٢).
قوله عليهالسلام : «لِيُخْرِجَ عِبٰادَهُ مِنْ عِبٰادَةِ الْأَوْثٰانِ إِلىٰ عِبٰادَتِهِ» الأوثان : جمع وثن ، وهو الصنم ، وقد كانت لقوم نوح أصنام قد عكفوا عليها ، قصّ الله تبارك وتعالى خبرها على رسوله صلىاللهعليهوآله فقال : «وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا * وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا» (٣) فكان الذين اتخذوا تلك الأصنام من ولد إسماعيل وغيرهم وسمّوا بأسمائهم حين فارقوا دين إسماعيل : كلب بن وبرة من قضاعة ، إتّخذوا «ودّاً» بدومة الجندل (٤).
وهذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر ، إتّخذوا «سواعاً» (٥).
وأنعم من طي وأهل جرش من مذحج إتخذوا «يغوث» (٦).
وخيوان (٧) بطن من همدان إتخذوا «يعوق» بأرض همدان من أرض اليمن.
وذوالكلاع من حمير ، اتخذوا «نسراً» بأرض حمير (٨) وكانت
__________________
١ ـ سبأ : ٤٦.
٢ ـ الطبقات الكبرى : ج ١ ، ص ١٥٦ ـ ١٥٧ ، والمناقب لإبن شهراشوب : ج ١ ، ص ٤٦ ، وتاريخ الطبري : ج ١ ، ص ٥٤١ ، ٥٤٢.
٣ ـ نوح : ٢٣ ـ ٢٤.
٤ ـ دومة الجندل : حصن بين المدينة والشام ، وهو أقرب إلى الشام من المدينة.
٥ ـ سواع : اسم صنم كان يعبد في زمن نوح ، ثم صار لهذيل.
٦ ـ المعروف : أنّ جرش من حمير ، وانّ مذحج من كهلان بن سبأ.
٧ ـ خيوان : قرية لهم من صنعاء على ليلتين ممّا يلي مكة ، وكان بها يعوق.
٨ ـ كان هذا الصنم بأرض يقال لها : بلخع ، موضع من أرض سبأ.