«اللّات» (١) لثقيف بالطائف ، وكانت «مناة» (٢) للأوس والخزرج ، ومَن دان بدينهم من أهل يثرب على ساحل البحر من ناحية المشلل بقديد (٣).
وكانت لقريش وبني كنانة «العزى» (٤).
فالغاية من بعثته صلىاللهعليهوآله ما كانت إلّا تخلّص الإنسان من عبوديّة الأصنام إلى عبادة الله عزّوجلّ.
قوله عليهالسلام : «وَمِنْ طٰاعَةِ الشَّيْطٰانِ إِلىٰ طٰاعَتِهِ» أي أنّ بعثته صلىاللهعليهوآله تكون لتهذيب النفس وإخراجها من طاعة الشيطان إلى طاعة الله سبحانه عزّوجلّ.
قوله عليهالسلام : «بِقُرْاٰنٍ قَدْ بَيَّنَهُ وَأَحْكَمَهُ» القرآن كتاب الله الذي نزل على عبده ورسوله صلىاللهعليهوآله ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ، فهو حبل الله المتين ، والذكر الحكيم ، والصراط المستقيم ، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء ، ولا تلتبس به الألسنة ، ولا يشبع منه العلماء ، ولا تنقضى عجائبه ، قال تعالى : «إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ» (٥). وقال : «كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ» (٦). وقال : «هَٰذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ» (٧).
وفي الحديث : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من قرأ القرآن ثم رأى أن أحداً
__________________
١ ـ اللات : وهى أحدث من مناة ، وكانت صخرة مرّبعة.
٢ ـ وكانت مناة أقدمها كلّها ، ولم يكن أحد أشدّ إعظاماً لها من الاُوس والخزرج.
٣ ـ قديد : موضع قرب مكة : والمشلل : جبل يهبط منه إلى قديد من ناحية البحر.
٤ ـ العزى أحدث من اللات ومناة.
٥ ـ الإسراء : ٩.
٦ ـ إبراهيم : ١.
٧ ـ آل عمران : ١٣٨.