أوتي أفضل ممّا أوتي ، فقد استصغر ما عظّمه الله (١).
وقال صلىاللهعليهوآله : إن القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد ، فقيل : يا رسول الله وما جلاؤها؟ فقال : تلاوة القرآن وذكر الموت (٢).
قوله عليهالسلام : «لِيَعْلَمَ الْعِبٰادُ رَبَّهُمْ إِذْ جَهِلُوهُ ، وَلِيُقِرُّوا بِهِ بَعْدَ إِذْ جَحَدُوهُ ، وَلِيُثْبِتُوهُ بَعْدَ إِذْ أَنْكَرُوهُ» وقد تكفّل القرآن الكريم من خلال آياته المباركة بهداية الناس إلى الحقّ والعدل والخير في جميع شؤونهم عبر الأجيال والقرون لكي تتمّ الحجّة عليهم بمعرفتهم ربّهم الذي خلقهم حينما جهلوه ونادوه بألسنتهم بعد ما جحدوه ، وثبّتوه بقلوبهم بعد ما أنكروه.
قوله عليهالسلام : «فَتَجَلّىٰ لَهُمْ سُبْحٰانَهُ فِى كِتٰابِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونُوا رَأَوْهُ» قال تعالى : «إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ» (٣).
قوله عليهالسلام : «بِمٰا أَرٰاهُم مِنْ قُدْرَتِهِ» وذكّرهم من بدائع مصنوعاته وحكمته وعجائب مخلوقاته في البرّ والبحر ، قال تعالى : «إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ» (٤) وقال ايضاً : «وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ
__________________
١ ـ المحجّة البيضاء : ج ٢ ، ص ٢١٠.
٢ ـ المحجّة البيضاء : ج ٢ ، ص ٢١٠.
٣ ـ الأنفال : ٢.
٤ ـ البقرة : ١٦٤.