أيمهر النساء الرجال؟ ـ أي أيكون ـ المهر على النساء للرجال! فغضب أبوطالب غضباً شديداً وقام على قدميه ـ وكان ممّن تهابه الرجال وتكره غضبه ـ وقال : إذا كانوا مثل إبن أخي هذا طلبت الرجال بأغلا الأثمان ، وإذا كانوا أمثالكم لم يزوجوا إلّا بالمهر الغالي ، فقال رجل من قريش يقال له : عبدالله بن غنم.
هنياً مريئاً يا خديجة قد جرت |
|
لك الطير فيما كان منك بأسعد |
تزوجته خير البرية كلّها |
|
ومن ذا الذي في الناس مثل محمّد |
وبشّر به المرءان عيسى بن مريم |
|
وموسى بن عمران فيا قرب موعد |
أقرّت به الكتاب قدماً بأنّه |
|
رسول من البطحاء هادٍ ومهتدي (١) |
قوله عليهالسلام : «وَلٰا يُجْبَرُ فَقْدُهُ» أي لا يسدّ أحدٌ مسدّه بعده.
وفي الكافي : عن الباقر عليهالسلام قال : إن أصبت بمصيبة في نفسك ، أو في مالك ، أو في ولدك ، فاذكر مصابك بالنبيّ صلىاللهعليهوآله فإنّ الخلائق لم يصابوا بمثله قط (٢).
قوله عليهالسلام : «أَضٰاءَتْ بِهِ الْبِلٰادُ بَعْدَ الضَّلٰالَةِ الْمُظْلِمَةِ» أي بعد ما ملئت الأرض ظلماً وجوراً ، والجاهليّة قد استطال ظلامها فغشيت العيون والقلوب وغدت الأرض مرتعاً للظلم والفساد ، وكان لابدّ أن يشرق
__________________
١ ـ مناقب لإبن شهراشوب : ج ١ ، ص ٤٢.
٢ ـ الكافي : ج ٣ ، ص ٢٢ ، ح ٢.