وتعليمهم و ... كما دل عليه قوله تعالى : «هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ» (١).
قوله عليهالسلام : «وَطُولِ هَجْعَةٍ مِنَ الْأُمَمِ» الهجعة : النوم ليلاً كذا ذكره الجوهري (٢). والاُمم : جمع اُمّة وهي الجماعة ، وأصلها القصد من أمّه يأمّه أمّاً : إذا قصده ، كأنّهم قصدوا أمراً واحداً وجهة واحدة ، وتأتي لمعانٍ.
منها : الجماعة مطلقاً.
ومنها : جماعة اُرسل إليهم رسول.
ومنها : يقال لكلّ جيل من الناس والحيوان : اُمّة ، ومنه الحديث : لولا أنّ الكلاب اُمّة تسبّح لأمرت بقتلها (٣).
ومنها : إن إبراهيم عليهالسلام كان اُمّة واحدة كما في قوله تعالى : «إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً» (٤).
ومنها : بمعنى حين كما في قوله تعالى : «وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ» (٥).
هذا وأن اُمّة النبيّ تكون نوعان :
النوع الأوّل : اُمّة الإجابة : وهم الذين أجابوا دعوته ، وصدّقوا نبوّته ، وآمنوا بما جاء به ، وهؤلاء هم الذين جاء مدحهم بالكتاب والسنّة : كقوله تعالى : «جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا» (٦) وكقوله : «كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ» (٧).
وكقول النبي صلىاللهعليهوآله : «شفاعتي لأهل الكبائر من اُمّتي» (٨).
__________________
١ ـ الجمعة : ٢.
٢ ـ الصحاح : ج ٣ ، ص ١٣٠٥ ، مادة «هجع».
٣ ـ النهاية لإبن الأثير : ج ١ ، ص ٦٨.
٤ ـ النحل : ١٢٠.
٥ ـ يوسف : ٤٥.
٦ ـ البقرة : ١٤٣.
٧ ـ آل عمران : ١١٠.
٨ ـ سنن أبي داود : ج ٤ ، ص ٢٣٦.