قوله عليهالسلام : «فَتَأَسَّ بِنَبِيِّكَ الْأَطْيَبِ الْأَطْهَرِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَاٰلِهِ فَإِنَّ فِيهِ أُسْوَةً لِمَنْ تَأَسّىٰ» لمّا كانت شخصيّة رسول الله صلىاللهعليهوآله من نمط خاص فكراً وعملاً ، وعلى المستوى الفردي والإجتماعي ، فأنّه في كل شأن من شؤون حياته ، لاتباري عظمته ولا تطاول قمّة مجده جدير بأن يتأسى به كل مؤمن موحد.
قوله عليهالسلام : «وَعَزٰاءً لِمَنْ تَعَزّىٰ» أي من أراد أن ينتسب فحقيق أن ينتسب إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله.
قوله عليهالسلام : «وَأَحَبُّ الْعِبٰادِ إِلَى اللهِ الْمُتَأَسِّى بِنَبِيِّهِ» ويشهد له قوله تعالى : «قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ» (١).
قوله عليهالسلام : «وَالْمُقْتَصُّ لِأَثَرِهِ» أي : المتّبع لأمره يفعل ما يفعله صلىاللهعليهوآلهوسلم ويترك ما يتركه صلىاللهعليهوآلهوسلم ومنه قوله تعالى : «وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ» (٢).
قوله عليهالسلام : «قَضَمَ الدُّنْيٰا قَضْماً» أي تناول منها قدر الكفاف ، وبمقدار الضرورة ، وقال الجوهري : القضم : «الأكل بأطراف الأسنان ، والخضم : أكل بجميع الفم (٣).
قوله عليهالسلام : «وَلَمْ يُعِرْهٰا طَرْفاً» الطرف أي النظر بمؤخر العين وفي تاج العروس نقلاً عن المحكم طرف يطرف طرفاً : لحظ (٤).
وفي الحديث : وكان نظره صلىاللهعليهوآلهوسلم اللحظ بعينه (٥) فمراده عليهالسلام من قوله : «لم يعرها طرفاً» أي لم يعطها لحظة على وجه العاريه وهذا كناية عن
__________________
١ ـ آل عمران : ٣١.
٢ ـ القصص : ١١.
٣ ـ الصحاح : ج ٥ ، ص ٢٠١٣ ، مادة «قضم».
٤ ـ تاج العروس : ج ٢٤ ، ص ٧٥ ، مادة «طرف».
٥ ـ مكارم الأخلاق : ج ١ ، ص ٦٢.