وأخرجه الغزالي عن أنس قال : جاءت فاطمة صلوات الله عليها بكسرة خبز إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقال : ما هذه الكسرة؟ قالت : قرص خبزته ولم تطب نفسي حتّى أتيتك منه بهذه الكسرة ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أما أنّه أوّل طعام دخل فم أبيك منذ ثلاثة أيّام (١).
وفي عرائس الثعلبي بإسناده عن جابر الأنصاري : أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أقام أيّاماً لم يطعم طعاماً حتّى شقّ ذلك عليه ، فطاف في منازل أزواجه فلم يصب في بيت أحد منهنّ شيئاً ، فأتى فاطمة عليهماالسلام فقال : يا بنيّة هل عندك شيئ آكل فإنّي جائع؟ فقالت : لا والله بأبي أنت واُمّي ، فلّما خرج النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم من عندها بعثت إليها جارة لها برغيفين ، وبضعة لحم. فأخذته منها ووضعته في جفنة ، وغطّت عليه ، وقالت لأوثرنّ بها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على نفسي ومن عندي ، وكانوا جميعاً محتاجين إلى شبعة من طعام ، فبعثت حسناً وحسيناً إلى جدّهما رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فرجع إليها ، فقالت بأبي أنت وأمي يا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قد أتانا الله بشيىء فخبّأته لك.
قال : فهلّمي به فكشف عن الجفتة فإذا هي مملوءة خبزاً ولحماً. فلمّا نظرت إليه ، بهتت ، وعرفت أنّها من بركة الله ، فحمدت الله تعالى وصلّت على نبيّه فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : من أين لك هذا يا بنيّة؟ «قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ» (٢) فحمد النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وقال : الحمد لله الذي جعلك شبيهة بسيّدة نساء بني إسرائيل ، فإنّها كانت إذا رزقها الله رزقاً حسناً فسئلت عنه «قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ» (٣) (٤).
__________________
١ ـ إحياء العلوم : ج ٣ ، ص ٩٠.
٢ ـ آل عمران : ٣٧.
٣ ـ آل عمران : ٣٧.
٤ ـ العرائس للثعلبي : ٣٧٣.