فما أصابها بذاء حتّى فارقت الدنيا (١).
وعنه ايضاً قال : كان رسول الله يأكل أكلّ العبد ، ويجلس جلسة العبد ، ويعلم أنه عبد (٢).
وفي الكافي عن أبي خديجة قال : سأل بشير الدّهان أباعبدالله عليهالسلام وأنا حاضر ، فقال : هل كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يأكلّ متّكئاً على يمينه وعلى يساره؟ فقال : ما كان رسول الله يأكلّ متّكئاً على يمينه ولا على يساره. ولكن يجلس جلسة العبد ، قلت : ولم ذلك؟ قال : تواضعاً لله عزّوجلّ (٣).
وأخرجه الدينوري عن قيس بن أبي حازم قال : جاء رجل إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله فأصابته رعدة ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : هوّن عليك فإنّما أنا إبن إمرأة من قريش ، كانت تأكلّ القديد (٤).
وعن أنس : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يدعى إلى خبز الشعير والإهالة (٥) السَنِخة (٦) فيجيب (٧).
قوله عليهالسلام : «وَيَخْصِفُ بِيَدِهِ نَعْلَهُ وَيَرْقَعُ بِيَدِهِ ثَوْبَهُ» اُنظر إلى سمّو سيرته وتواضعه مع اُمّته ولقد كان صلىاللهعليهوآله متواضعاً في ملبسه ومشربه ومأكله ومسكنه على أنّ تواضعه صلىاللهعليهوآله ذاك لم ينقص من هيبته وجلالته ولا من محبّته عند اُمّته أبداً ، بل كان يحلّه في المقام الذي هو له.
وفي الحديث سأل رجل عائشة هل كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يعمل في
__________________
١ ـ الكافي : ج ٦ ، ص ٢٧١ ، ح ٢.
٢ ـ الكافي ، ج ٦ ، ص ٢٧١ ، ح ٣.
٣ ـ الكافي : ج ٦ ، ص ٢٧١ ـ ٢٧٢ ، ح ٧.
٤ ـ عيون الأخبار لإبن قتيبة : ج ١ ، ص ٢٦٥.
٥ ـ الإهالة : كلّ شيئ من الأدهان ممّا يؤتدم به.
٦ ـ السُّنِخَة : المتغيّر الريح.
٧ ـ عيون الأخبار لإبن قتيبة : ج ١ ، ص ٢٦٧.