بيته؟ قالت : نعم كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يخصف نعله ، ويخبط ثوبه ، ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته (١).
وفي حديث آخر : كان صلىاللهعليهوآله يخصف النعل ، ويرقع الثوب ، ويخدم في مهنة أهله (٢).
وقد تأسّى برسول الله صلىاللهعليهوآله أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام كما جاء عن إبن عبّاس : إنّه قال : دخلت على أميرالمؤمنين عليهالسلام بذي قار وهو يخصف نعله ، فقال لي ما قيمة هذه النعل؟ فقلت : لاقيمة لها.
فقال عليهالسلام : والله لَهي أحبّ إليّ من إمرتكم إلّا أن اُقيم حقّاً أو أدفع باطلاً (٣).
قوله عليهالسلام : «وَيَرْكَبُ الْحِمٰارَ الْعٰارِىَ» كان رسول الله صلىاللهعليهوآله لا يأنف ولا يستنكر أن يركب الحمار العاري وفي الحديث : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يجيب دعوة العبد ، ويركب الحمار ردفاً (٤).
وفي إحياء العلوم : كان يركب الحمار مؤكّفاً ، عليه قطيفة وكان مع ذلك يستردف (٥).
وفيه إيضاً كان اسم حماره صلىاللهعليهوآله يعفور وأضاف الغزالي في القول وقال : وفي صحيح البخاري من حديث معاذ كنت ردفت النبيّ صلىاللهعليهوآله على حمار يقال له : عفير (٦).
وقال إبن الأثير : أنّ إسم حمار النبيّ صلىاللهعليهوآله عُفَير ، وهو تصغير ترخيم لأعفر من العفرة : وهي الغبرة ولون التراب.
__________________
١ ـ دلائل النبوّة : ج ١ ، ص ٣٢٨ ، وأخرجه أحمد في مسنده : ج ٦ ، ص ١٢١ و ١٣٧ و ٢٦٠.
٢ ـ إحياء العلوم : ج ٢ ، ص ٣٨٩.
٣ ـ نهج البلاغة : ص ٧٦ ، الخطبة ٣٣ ، عند خروجه عليهالسلام لقتال أهل البصرة.
٤ ـ عيون الأخبار لإبن قتيبة : ج ١ ، ص ٢٦٧.
٥ ـ إحياء العلوم : ج ٢ ، ص ٤١٢.
٦ ـ إحياء العلوم : ج ٢ ، ص ٤٠٨.