أسمائه صلىاللهعليهوآله ولم يعرف من تسمّى قبله صلىاللهعليهوآله بأحمد ، إلّا ما حكي أنّ الخضر عليهالسلام كان إسمه كذلك (١).
وقال إبن فارس سمّي نبيّنا محمّد صلىاللهعليهوآله محمّداً : لكثرة خصاله المحمودة (٢). يعنى ألَهَم تعالى أهله صلىاللهعليهوآله تسميته بذلك لما علم من خصاله الحميدة.
ومحمّد هو النبيّ وهو : الاُمّي العربيّ القرشيّ الهاشمي الأبطحي التهامي المصطفى من دوحة الرسالة ، والمرتضىٰ من شجرة الولاية.
قوله عليهالسلام : «لِإِنْجٰازِ عِدَتِهِ» الّتي وعدها الله لخلقه على ألسنة رسله السابقين بمبعثه صلىاللهعليهوآله ، قال تعالى : «الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ» (٣) أي يعرفون محمّداً صلىاللهعليهوآله بنعته ، وصفته ، ومبعثه ، ومهاجرته ، وصفة أصحابه في التوارة والأنجيل ، كما يعرفون أبنائهم في منازلهم. وفي تفسير القمي ، قال : نزلت هذه الآية في اليهود والنصارى. لأنّ الله قد أنزل عليهم في التوراة والإنجيل والزبور صفة محمّد صلىاللهعليهوآله وصفة أصحابه ، ومهاجرته ، وهو قوله تعالى : «ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ» (٤) فهذه صفة رسول الله صلىاللهعليهوآله في التوراة والإنجيل وصفة أصحابه ، فلمّا بعثة الله عزّوجلّ عرفه أهل الكتاب كما قال جلّ جلاله : «فَلَمَّا جَاءَهُم مَّا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ» (٥) (٦)
وقال تعالى : «الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ
__________________
١ ـ تاج العروس : ج ٨ ، ص ٤٠ ، مادة «حمد».
٢ ـ مجمل اللّغة : ج ١ ، ص ٢٥٠ ، ومعجم مقاييس اللّغة : ج ٢ ، ص ١٠٠.
٣ ـ البقرة : ١٤٦ ، والأنعام : ٢٠.
٤ ـ الفتح : ٢٩.
٥ ـ البقرة : ٨٩.
٦ ـ تفسير القمي : ج ١ ، ص ٣٣.