مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ» (١).
قوله عليهالسلام : «أُسْرَتُهُ خَيْرُ أُسْرَةٍ» أي رهطه وعشيرته وهم بنوهاشم أفضل طوائف قريش ، ونعم ما قيل :
لله في عالمه صفوة وصفوة |
|
الخلق بنوهاشم |
وصفوة الصفوة من هاشم |
|
محمّد الطهر أبوالقاسم |
قوله عليهالسلام : «وَشَجَرَتُهُ خَيْرُ شَجَرَةٍ» أي أصله خير الاُصول ، وأراد بها هاشماً ، ويشهد له قول النبيّ صلىاللهعليهوآله : أنا وعلي من شجرة واحدة ، والناس من أشجار شتّى (٢).
قوله عليهالسلام : «أَغصٰانُهٰا مُعْتَدِ لَةٌ ، وَثِمٰارُهٰا مُتَهَدِّلَةٌ» اغصانها معتدلة : أي : متقاربة في الفضل والشرف ، وليس فيها إعوجاج.
وثمارها متهدّلة : أي نازلة يمكن قطفها ، والمراد من أغصانها وثمارها : الأئمة الأطهار من أهل البيت عليهمالسلام الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا ، ويشهد له ما سئل عن أبي جعفر عليهالسلام عن قوله تعالى : «كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا» (٣) فقال عليهالسلام : قال النبيّ صلىاللهعليهوآله : أنا أصل تلك الشجرة وعلي ، والأئمة عليهمالسلام أغصانها ، وعلمنا ثمرها ، وما يخرج من الإمام من الحلال والحرام في كلّ سنة إلى شيعته هو إيتاء اُكلها كلّ حين (٤).
__________________
١ ـ المائدة : ١٥ ـ ١٦.
٢ ـ الدر المنثور : ج ٤ ، ص ٤٤ ، وأخرجه الخوارزمي في مناقبه : ص ٨٧ ، والحسكاني : في شواهد التنزيل : ج ١ ، ص ٢٨٨ ، ح ٣٩٥ ، ٣٩٦ ، والجويني في فرائد السمطين : ج ١ ، ص ٥٢ ، ح ١٧.
٣ ـ إبراهيم : ٢٤ ـ ٢٥.
٤ ـ بصائر الدرجات : ٧٨.