أنت الرّسول رسول الله نعلمه |
|
عليك ينزل من ذي العزّة الكتب |
و «الوحي» في اللغة : الإشارة والرسالة والكتاب والإلهام وكلّ ما ألقيته إلى غيرك ليعلمه فهو وَحي ، وكيف كان : هو مصدر وَحَى إليه يَحِى من باب وعد ، وأوحى إليه بالألف مثله ، وهي لغة : القرآن الفاشية ، ثم غلب إستعمال الوحي فيما يُلقى إلى الأنبياء من عند الله.
قوله عليهالسلام : «وَخٰاتَمُ رُسُلِهِ» ختم الكتاب من باب ـ ضرب ـ وختم عليه ختماً وضع عليه الخاتم وهو الطابع (١) والمراد أنّه صلىاللهعليهوآله آخر الرّسل ليس بعده رسول كما قال الله سبحانه : «وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ» (٢) وفي الحديث المتواتر : قوله صلىاللهعليهوآله لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام : أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي (٣).
وقوله صلىاللهعليهوآله : حلال محمّد حلال إلى يوم القيامة ، وحرامه حرام إلى يوم القيامة ، فمن إدعى بعده نبوّة ، أوأتى بعد كتابه بكتاب ، أوجاء بعد سنّته بسنّة ، فكافر ودمه مباح (٤).
وفي صحيح مسلم عن جابر ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآله ، قال : مثلى ومثل الأنبياء ، كمثل رجل بنى داراً فأتمّها وأكملها إلّا موضع لبنة. فجعل الناس يدخلونها ويتعجّبون منها ، ويقولون : لو لا موضع اللبنة؛ قال رسول
__________________
١ ـ الطابع : بفتح الباء وكسرها : ما يطبع به ، المصباح المنير : ص ٣٦٨ ـ ٣٦٩.
٢ ـ الأحزاب : ٤٠.
٣ ـ هذا الحديث المعروف بحديث المنزلة من الاُحاديث المتواترة ، أخرجه كثير من أهل الحديث من طرق متعدّده ، ورواه على ما قيل اثنان وأربعون من أصحاب النبيّ صلىاللهعليهوآله منهم إبن عبّاس والزبير وطلحة وأبوبكر وعمر وعثمان وغيرهم.
٤ ـ بهج الصباغة : ج ٢ ، ص ٢٣٧.