فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ» (١).
وفي مجمع البيان ذيل هذه الآية عن أميرالمؤمنين عليهالسلام إنّ الله تعالى أخذ الميثاق على الأنبياء قبل نبيّنا صلىاللهعليهوآله أن يخبروا أممهم بمعثه ونعته ويبشّر وهم به ويأمروهم بتصديقه (٢).
وعنه عليهالسلام ايضاً إنه قال : لم يبعث الله نبيّاً آدم ومن بعده إلّا أخذ عليه العهد لئن بعث الله محمّداً صلىاللهعليهوآله وهو حيّ ليؤمننّ به ولينصرنّه ، وأمره بأن يأخذ العهد بذلك على قومه (٣).
قوله عليهالسلام : «مَشْهُورَةً سِماٰتُهُ» أي مشهورة صفاته وعلاماته في الكتب المنزلة ، والصحف السماويّة من التوراة والإنجيل ، قال الله تعالى : «الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ» (٤).
وفي تفسير العياشي عن الباقر عليهالسلام ذيل هذه الآية قال : يعني اليهود والنصارى يجدون صفة محمّد وإسمه (٥).
وفي الكافي إن موسى عليهالسلام ناجاه ربّه تبارك وتعالى ، فقال له في مناجاته : أوصيك يا موسى وصيّة الشفيق المشفق بابن البتول عيسى بن مريم ، ومن بعده بصاحب الجمل الأحمر ، الطيّب ، الطاهر ، المطهّر ، فمثله في كتابك أنّه مهيمن على الكتب كلّها وانّه راكع ، ساجد ، راغب ، راهب ،
__________________
١ ـ آل عمران : ٨١.
٢ ـ مجمع البيان : ج ١ ـ ٢ ، ص ٤٨٦.
٣ ـ مجمع البيان : ج ١ ـ ٢ ، ص ٤٦٨ ـ ٤٦٩.
٤ ـ الأعراف : ١٥٧.
٥ ـ تفسير العياشي : ج ٢ ، ص ٣١ ، ح ٨٧.