والنصارى : تذهب إلى أنّ عدد ذلك خمسة آلاف وتسعماءة وتسعون سنة وثلاثة أشهر.
وأنّ الفرس تذهب إلى أنّ من عهد كيومرث والد البشر عندهم إلى هلاك يزدجرد إبن شهريار الملك : أربعة آلاف وماءة واثنتين وثمانين سنة وعشرة أشهر وتسعة عشر يوماً ، ويسندون ذلك إلى كتابهم الذي جاء به زردشت ، وهو الكتاب المعروف بأبستا.
فأما اليهود والنصارى فيسندون ذلك إلى التوراة ، ويختلفون في كيفيّة استنباط المدّة.
وتزعم النصارى واليهود أنّ مدّة الدنيا كلّها سبعة آلاف سنة ، قد ذهب منها ما ذهب ، وبقي ما بقي.
وامّا الأخباريّون من المسلمين ، فأكثرهم يقولون : إنّ عمر الدنيا سبعة آلاف سنة ويقولون إنّنا في السابع.
والحقّ أنّه لا يعلم أحد هذا إلّا الله تعالى وحده كما قال سبحانه : «يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا * فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا * إِلَىٰ رَبِّكَ مُنتَهَاهَا» (١) (٢).
وقال المسعودي : كيف توجب أن يوقّت عمر الدّنيا بسبعة آلاف سنة ، والله عزّوجلّ يقول : وقد ذكر الأجيال ومن ضمّه الهلاك «وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَٰلِكَ كَثِيرًا» (٣) والله تعالى ذكره لا يقول الكثير إلّا في الشيئ الحقيقي الكثير ، وأعلمنا في كتابه خلقة آدم.
__________________
١ ـ النازعات : ٤٢ ـ ٤٣.
٢ ـ شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد : ج ١٠ ، ص ١٩٧ ـ ١٩٨.
٣ ـ الفرقان : ٣٨.