يوم الإثنين لليلتين بقيتا من صفر سنة إحدى عشرة من الهجرة.
وقيل : لثنتي عشرة خلت من أوّل ربيعي السنة المذكورة ، ودفن ليلة الثلاثاء أو الأربعاء في حجرته التي قبض فيها صلوات الله وسلامه عليه.
فأمّا كونه صلىاللهعليهوآله عبد الله فيشهد له آيات من القرآن الكريم كقوله تعالى : «هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَىٰ عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ» (١) ، وفي قوله : «تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا» (٢) وفي قوله : «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا» (٣).
وأمّا أنّه صلىاللهعليهوآله رسوله فيشهد له قوله تعالى : «مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ» (٤) وقوله : «وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ» (٥) وقوله : «مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ» (٦).
قوله عليهالسلام : «وَسَيِّدُ عِبٰادِهِ» لا خلاف في ذلك بل هذا هو المجمع عليه بين المسلمين ، ويشهد له قوله صلىاللهعليهوآله : أنا سيّد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر (٧).
وفي حديث آخر : قال : النبيّ صلىاللهعليهوآله اُدعوا لي سيّد العرب عليّاً ، فقالت عائشة : ألست سيّد العرب؟ فقال صلىاللهعليهوآله : أنا سيّد البشر ، وعلي سيّد العرب (٨).
وأخرجه الشيخ الصدوق ، عن موسى بن جعفر عليهالسلام ، عن آبائه عليهمالسلام ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أنا سيّد من خلق الله ، وأنا خير من جبرئيل
__________________
١ ـ الحديد : ٩.
٢ ـ الفرقان : ١.
٣ ـ الكهف : ١.
٤ ـ الفتح : ٢٩.
٥ ـ آل عمران : ١٤٤.
٦ ـ الأحزاب : ٤٠.
٧ ـ مسند أحمد : ج ١ ، ص ٢٨١ ، وأخرجه الترمذي في سننه : ج ٥ ، ص ٢٨٨ ، ح ٣١٤٨.
٨ ـ شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد : ج ١١ ، ص ٦٦.