فنادى عتبة : يا محمّد أخرج إلينا أكفّائنا من قريش فبدر إليهم ثلاثة من شبّان الأنصار ، فقال لهم عتبة : من أنتم؟ فانتسبوا له.
فقال لهم : لا حاجة لنا إلى مبارزتكم ، إنّما طلبنا بني عمّنا.
فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله للأنصار : إرجعوا إلى موافقكم. ثم قال : قم يا علي ، قم ياحمزة ، قم يا عبيدة ، قاتلوا على حقّكم الذي بعث الله به نبيّكم ، إذ جاؤوا بباطلهم «لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ» (١).
فقاموا فصفّوا للقوم ، وكان عليهم البيض فلم يُعرفوا.
فقال لهم عتبة : تكلّموا ، فإن كنتم أكفّائنا قاتلناكم.
فقال حمزة : أنا حمزة بن عبدالمطلب أسد الله وأسد رسوله ، فقال عتبة : كفوّ كريم.
وقال أميرالمؤمنين عليهالسلام : أنا علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب.
وقال عبيدة : أنا عبيدة بن الحارث بن عبدالمطلب.
فقال عتبة لإبنه الوليد : قم فبرز إليه أميرالمؤمنين عليهالسلام وكانا إذ ذاك أصغر الجماعة سنّاً فاختلفا ضربتين ، أخطأت ضربة الوليد أميرالمؤمنين عليهالسلام واتّقى بيده اليسرى ضربة أميرالمؤمنين عليهالسلام فأبانتها.
فروي أنّه عليهالسلام كان يذكر بدراً وقتله الوليد ، فقال : كأنّي إلى وميض خاتمه في شماله ثم ضربته ضربة أخرى فصرعته وسلبته ، فرأيت به درعاً من خلوق ، فعلمت أنّه قريب عهد بعرس ، ثم بارز عتبة حمزة ، فقتله حمزه ، ومشى عبيدة ، وكان أسن القوم إلى شيبة فاختلفا ضربتين ، فأصاب ذباب سيف شيبة عضلة ساق عبيدة. فمات بالصفراء ، وفي قتل عتبة وشيبة والوليد تقول هند بنت عتبة :
__________________
١ ـ الصف : ٨.