أيا عين جودي بدمع سرب |
|
على خير خندف لم ينقلب |
تداعى له رهط غدوة |
|
بنوهاشم وبنو المطلب |
يذيقونه حد أسيافهم |
|
يعيّرونه بعد ما قد شجب (١) |
وقال علي بن إبراهيم القمي في تفسيره : نظر عتبة إلى أخيه شيبة ، ونظر إلى إبنه الوليد ، فقال : قم يا بني فقام ، ثم لبس درعه وطلبوا له بيضة تسع رأسه ، فلم يجدوها لعظم هامته ، فاعتمّ بعمّامتين ثم أخذ سيفه وتقدّم هو وأخوه وإبنه ، ونادى : يا محمّد أخرج إلينا أكفّائنا من قريش ، فبرز إليه ثلاثه نفر من الأنصار عود ومعود وعوف من بني عفرا.
فقال عتبة : من أنتم؟ إنتسبوا لنعرفكم.
فقالوا نحن بنو عفرا أنصار الله وأنصار رسول الله صلىاللهعليهوآله
قال : إرجعوا ، فإنّا لسنا إيّاكم نريد ، إنّما نريد الأكفّاء من قريش ، فبعث إليهم رسول الله صلىاللهعليهوآله أن أرجعوا فرجعوا ، وكره أن يكون أوّل الكرّة بالأنصار ، فرجعوا ووقفوا مواقفهم.
ثم نظر رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى عبيدة بن الحارث بن عبدالمطلب وكان له سبعون سنة ، فقال له : ثم يا عبيدة! فقام بين يديه بالسيف ، ثم نظر إلى حمزة بن عبدالمطلب ، فقال : قم يا عم ، ثم نظر إلى أميرالمؤمنين عليهالسلام فقال له : قم يا علي! وكان أصغرهم فقال : فاطلبوا بحقّكم الذي جعله الله لكم قدجاءت قريش بخيلائها وفخرها تريد أن تطفىء نور الله «وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ» (٢).
ثم قال رسول الله : يا عبيدة عليك بعتبة ، وقال لحمزة : عليك بشيبة ،
__________________
١ ـ الإرشاد للمفيد : ٤٠ ، والنقل بتصرف يسير.
٢ ـ التوبة : ٣٢.