قال : وأيّ أعمامي تعني؟ قال : أبوطالب حيث يقول عليهالسلام :
كذبتم وبيت الله نبرأ محمّداً |
|
ولما نطاعن دونه ونناضل |
وننصره حتّى نصرع حوله |
|
ونذهل عن أبنائنا والحلائل |
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أما ترى ابنه كاليث العادي بين يدي الله ورسوله ، وابنه الآخر في جهاد الله بأرض الحبشة.
فقال : يا رسول الله أسخطت عليّ في هذه الحالة. فقال : ما سخطت عليك ولكن ذكرت عمّي فانقبضت لذلك (١).
وروى إبن سعد أنّ قوله تعالى : «هَٰذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ» (٢) نزل في حمزة بن عبدالمطّلب ، وعلي بن أبي طالب عليهالسلام ، وعبيدة بن الحارث ، وعتبة بن ربيعة ، وشيبة بن ربيعة ، والوليد بن عتبة (٣).
قوله عليهالسلام : «وَقُتِلَ حَمْزَةُ يَوْمَ أُحُدٍ» قال حموى : أُحدْ : بضم أوّله وثانيه معاً : اسم الجبل الذي كانت عنده غزوة اُحُدْ ، وعنده كانت الواقعة الفضيعة الّتي قُتِلَ فيها حمزة عمّ النبيّ صلىاللهعليهوآله وسبعون من المسلمين ، وكسرت رباعيّة النبيّ ، صلىاللهعليهوآله وشجّ وجهه الشريف ، وكُلِمَت شفته ، وكان يوم بلاء وتمحيص ، وذلك لسنتين وتسعة أشهر وسبعة أيّام من مهاجرة النبيّ صلىاللهعليهوآله وهو في سنة ثلاث (٤).
وكان يوم اُحد : يوم بلاء ومصيبة وتمحيص إختبر الله المؤمنين ومحنّ به المنافقين ممّن كان يظهر الإيمان بلسانه وهو مستخف بالكفر في قبله.
__________________
١ ـ تفسير القمي : ج ١ ، ص ٢٦٤ ـ ٢٦٦.
٢ ـ الحج : ١٩.
٣ ـ الطبقات الكبرى : ج ٢ ، ص ١٢ وج ٣ ، ص ١٢.
٤ ـ معجم البلدان : ج ١ ، ص ١٠٩.