وقال علي بن ابراهيم في حديث : كان حمزة بن عبدالمطلب يحمل على القوم فإذا رأوه إنهزموا ولم يثبت له واحداً ، وكانت هند بنت عتبة قد أعطت وحشيّاً عهداً : لئن قتلت محمّداً صلىاللهعليهوآله أو عليّاً عليهالسلام أو حمزة لأعطيتك رضاك ، وكان وحشي عبداً لجبير بن مطعم حبشيّاً ، فقال وحشي : أمّا محمّد فلا أقدر عليه ، وأمّا علي فرأيته رجلاً حذراً كثير الإلتفات فلم أطمع فيه ، قال : فكمنت لحمزة فرأيته يهدّ الناس هدّاً فمرّ بي فوطئ على جرف نهر فسقط ، فأخذت حربتي فهززتها ورميته فوقعت في خاصرته ، وخرجت من مثّانته فغمسه بالدم فسقط ، فأتيته فشققت بطنه وأخذت كبده ، وأتيت بها إلى هند فقلت لها : هذه كبد حمزة فأخذها في فيها فلاكتها فجعلها الله في فيها مثل الداغصة (١) فلفضتها ورمت بها ، فبعث الله ملكاً فحملها وردّها إلى موضعها ، يأبى الله أن يدخل شيئاً من بدن حمزة النار ، فجاءت إليه هند فقطعت مذاكيره ، وقطعت أذنيه وجعلتهما خرصين (٢) وشدّتهما في عنقها ، وقطعت يديه ورجليه ، ... ثم قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من له علم بعمّى حمزة ، فقال الحرث بن سميّة : أنا أعرف موضعه ، فجاء حتّى وقف على حمزة فكره أن يرجع إلى رسول الله فيخبره.
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله لأميرالمؤمنين عليهالسلام : يا علي أُطلب عمّك فجاء علي عليهالسلام فوقف على حمزة فكره أن يرجع إليه ، فجاء رسول الله صلىاللهعليهوآله حتّى وقف عليه ، فلمّا رأى ما فعل به بكى. ثم قال : والله ما وقفت موقفاً قط أغيظ عليّ من هذا المكان لئن أمكنني الله من قريش لأمثلنّ بسبعين رجلاً منهم ، فنزل عليه جبرئيل عليهالسلام.
__________________
١ ـ الداغصة : عظم مدوّر في الركبة.
٢ ـ الخرص : حلقة الذهب أوالفضة.