عن قول الله عزّوجلّ : «وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا» (١) قال : كتب الله عزّوجلّ كتاباً قبل أن يخلق الخلق بألفي عام في ورق آس أنبته ثم وضعها على العرش ، ثم نادى يا اُمّة محمّد إنّ رحمتي سبقت غضبي ، أعطيتكم قبل أن تسألوني ، وغفرت لكم قبل أن تستغفروني ، فمن لقيني منكم يشهد أن لا إله إلّا أنا ، وأنّ محمّداً عبدي ورسولي ، أدخلته الجنّة برحمتي (٢).
وأمّا تسمية النبيّ بمحمد صلىاللهعليهوآله فإنّ أوّل من سماّه بذلك كان هو الله سبحانه عزّوجلّ كما يدلّ عليه حديث عرض الأشباح لآدم عليهالسلام حيث قال سبحانه له : هذا محمّد وأنا الحميد المحمود في أفعالي ، شققت له إسماً من إسمي (٣) الحديث.
وسماّه بعد ذلك عبدالمطلب بمحمّد يوم السابع من ولادته إلهاماً من الله تعالى وتفأّلاً بكثرة حمد الخلق له ، ولكثرة خصاله الحميدة.
وقد قيل له : لم سمّيت إبنك محمّداً ، وليس من أسماء آبائك ولا قومك؟
فقال : رجوت أن يحمد في السماء والأرض ، وقد حقّق الله رجاءه.
هذا وقد ورد روايات كثيرة المستفيضة في إستحباب التسمية بذلك الإسم المبارك للأطفال.
ففي الكافي عن الصادق عليهالسلام : قال : لا يولد لنا ولد إلّا سمّيناه محمّداً فإذا مضى سبعة أيّام فإن شئنا غيّرنا وإن شئنا تركنا (٤).
__________________
١ ـ القصص : ٤٦.
٢ ـ ثواب الأعمال : ص ١٠ ، ح ٢ ، ثواب من شهد أن لا إلٰه إلله وأنّ محمّداً رسول الله.
٣ ـ بحارالأنوار : ج ٢٦ ، ص ٣٢٧.
٤ ـ الكافي : ج ٦ ، ص ١٨ ، ح ٤ ، باب الأسماء والكنى.