وأخرجه الإربلي عن إبن عبّاس قال : إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ : ألا ليقم من إسمه محمّد فاليدخل الجنّة لكرامة سميّه محمّد صلىاللهعليهوآله (١).
وأمّا تسمية محمّد بأنّه عبد الله فقد سماّه الله تعالى ذلك في قوله : «سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ» (٢).
وأمّا أنّه صلىاللهعليهوآله رسول الله فقد قال الله تعالى : «وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ» (٣). وقال سبحانه وتعالى : «وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ» (٤) وقال عزّوجلّ : «مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ» (٥).
قوله عليهالسلام : «أَرْسَلَهُ بِالدَّينِ الْمَشْهُورِ» الرسالة بالكسر لغة : اسم من الإرسال وهو التوجيه ، وعرفاً : تكليف الله تعالى بعض عباده بواسطة ملك يشاهده ويشافهه أن يدعو الخلق إليه ويبلّغهم أحكامه ، فالله سبحانه عزّوجلّ أرسل نبيّنا بالدين الواضح بين الأُمم الماضية والحاضرة ، قال الله تعالى : «هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ» (٦) وقال سبحانه عزّوجلّ : «قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا» (٧).
قوله عليهالسلام : «وَالْعِلْمِ الْمأْثُورِ» أي القرآن الكريم لأنّ المراد من العلم ، أي ما يهتدى به ، والمراد من المأثور : أي المنقول. قال الجوهري : وحديث
__________________
١ ـ كشف الغمّة : ج ١ ، ص ٢٨ ، ووسائل الشيعة : ج ٢١ ، ص ٣٩٥ ، ح ٢٧٣٩٣ / ١٠ ، باب ٢٤. إستحباب التسمية بإسم محمّد صلىاللهعليهوآله.
٢ ـ الإسراء : ١.
٣ ـ آل عمران : ١٤٤.
٤ ـ الأحزاب : ٤٠.
٥ ـ الفتح : ٢٩.
٦ ـ التوبة : ٣٣ ، والفتح : ٢٨ ، والصف : ٩.
٧ ـ الأنعام : ١٦١.