مأثور : أي ينقله خلف عن سلف (١) فالقرآن هو العلم الذي يهتدى به الناس وينقله خلف عن سلف ، وقال إبن أبي الحديد : ويجوز أن يريد به أحد معجزاته غير القرآن ، فإنّها كثيرة ومأثورة ، ويؤكّد هذا قوله بعد هذا «والكتاب المسطور» فدل على تغايرهما (٢).
وقيل «العِلْمِ المأثور» بكسر العين وسكون اللام مصدر عَلِمَ فيكون كلامه إشارة إلى قوله تعالى : «ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِّن قَبْلِ هَٰذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ» (٣) ، أي ايتوا ببقيّة من علم يؤثر عن الأوليين بصحّة دعواكم.
قوله عليهالسلام : «وَالْكِتٰابِ الْمَسْطُورِ» أي القرآن الذي سطر بقلم النور على اللوح المحفوظ ، قال تعالى : «وَالطُّورِ * وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ * فِي رَقٍّ مَّنشُورٍ» (٤).
قوله عليهالسلام : «وَالنُّورِ السّٰاطِعِ ، وَالضِّيٰاءِ اللّٰامِعِ» أي النور المرتفع والضياء المشرق قال الله تعالى : «وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» (٥) وقال الله تعالى : «قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ» (٦).
قول عليهالسلام : «وَالْأَمْرِ الصّٰادِعِ» أي الظاهر ، قال تعالى : «فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ» (٧).
__________________
١ ـ الصحاح : ج ٢ ، ص ٥٧٥ ، مادة «أثر».
٢ ـ شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد : ج ١ ، ص ١٣٦.
٣ ـ الأحقاف : ٤.
٤ ـ الطور : ١ ـ ٣.
٥ ـ الأعراف : ١٥٧.
٦ ـ المائدة : ١٥ ـ ١٦.
٧ ـ الحجر : ٩٤.