أخرجه الترمذي : عن اُبي بن كعب : أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : مثلي في النبيين كمثل رجل بنى داراً فأحسنها وأكملها وجمّلها وترك منها موضع لبنة ، فجعل الناس يطوفون بالبناء ويعجبون منه ، ويقولون : لوتمّ موضع تلك اللبنة ، وأنا في النبيين بموضع تلك اللبنة (١).
قوله عليهالسلام : «وَأَكْرِمْ لَدَيْكَ مَنْزِلَتَهُ» أي إجعل اللّهم منزلته عندك في أعلى عليين وابعثه مقاماً محموداً يغبطه به الأوّلون والآخرون.
وعنه صلىاللهعليهوآله في حديث أنا حامل لواء الحمد يوم القيامة ولا فخر (٢).
وفي خبر آخر : وبيدى لواء الحمد ولا فخرّ (٣).
قوله عليهالسلام : «وَأَتْمِمْ لَهُ نُورَهُ» أي أكمل له نوره يوم القيامة بحيث يطفىء بذلك سائر الأنوار. وإليه الإشارة في قوله تعالى : «يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» (٤).
وقال إبن أبي الحديد : وقد روى أنّه تطفأ سائر الأنوار إلّا نور محمّد صلىاللهعليهوآله ، ثم يعطى المخلصون من أصحابه أنواراً يسيرة يبصرون بها مواطىء الأقدام ، فيدعون إلى الله تعالى بزيادة تلك الأنوار وإتمامها. ثم إنّ الله تعالى يتم نور محمّد صلىاللهعليهوآله فيستطيل حتّى يملأ اَلآفاق ، فذلك هو إتمام نوره صلىاللهعليهوآله (٥).
قوله عليهالسلام : «وَاجْزِهِ مِنِ ابْتِعٰاثِكَ لَهُ مَقْبُولَ الشَّهٰادَةِ مَرْضِىَّ الْمَقٰالَةِ»
__________________
١ ـ سنن الترمذي : ج ٥ ، ص ٥٤٧ ، ح ٣٦١٣.
٢ ـ سنن الترمذي : ج ٥ ، ص ٥٤٨ ، ح ٣٦١٦.
٣ ـ سنن الترمذي : ج ٥ ، ص ٥٤٨ ، ح ٣٦١٥.
٤ ـ التحريم : ٨.
٥ ـ شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد : ج ٦ ، ص ١٤٢.