رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ» (١) فلمّا نزلت «يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ» نادى : الصّلاة جامعة فاجتمع الناس إليه ، فقال : من أولى منكم بأنفسكم؟ فضجّوا بأجمعهم : الله ورسوله. فأخذ بيد علي بن أبي طالب عليهالسلام ، وقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللّهم وال من والاه ، وعادي من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ، فإنّه منّي وأنا منه ، وهو منّي بمنزلة هارون من موسى ، إلّا أنه لانبي بعدي ، وكان آخر فريضة فرضها الله تعالى على أُمّة محمّد صلىاللهعليهوآله ثم أنزل تعالى على نبيّه صلىاللهعليهوآله «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا» (٢) فقبلوا من النبيّ صلىاللهعليهوآله كل ما أمرهم من الفرائض في الصّلاة والزكاة والصوم والحج وصدّقوه على ذلك ... وفي ذيله لم يصدّقوا له في فريضة الولاية التي هي أعظم الفرائض ، وبها إكمال الدين (٣).
وفي رواية عن الصّادق عليهالسلام : نعطي حقوق الناس بشهادة شاهدين ، وما أعطي أمير المؤمنين عليهالسلام حقّه بشهادة عشرة آلاف نفس يعني ـ يوم الغدير ـ والغدير في وادي الأراك على عشرة فراسخ من المدينة ، وعلى أربعة أميال من الجحفة ، عند شجرات خمس دوحات عظام ، وقد أنشد الكميّت عند الإمام الباقر عليهالسلام :
ويوم الدوح دوح غدير خمّ |
|
أبان له الولاية لوأطيعا |
ولكن الرجال تبايعوها |
|
فلم أرمثلها خطراً منيعا |
ولم أر مثل هذا اليوم يوماً |
|
ولم أر مثله حقّاً اُضيعا (٤) |
__________________
١ ـ المائدة : ٦٧.
٢ ـ المائدة : ٣.
٣ ـ البرهان في تفسير القرآن : ج ١ ، ص ٤٣٦ ، ح ٨.
٤ ـ المناقب لإبن شهراشوب : ج ٣ ، ص ٢٦.