وأخرجه الصفّار عن أبي أسامة : قال : كنت عند أبي عبدالله عليهالسلام وعنده رجل من المغيريّة ، فسأل عن شيئ من السنن ، فقال : ما من شيئ يحتاج إليه ولد آدم إلّا وقد خرجت فيه السنّة من الله ومن رسوله ولو لا ذلك ما إحتجّ.
فقال المغيري : وبما احتجّ؟ فقال أبو عبدالله عليهالسلام قوله تعالى : «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا» (١) فلو لم يكمل سننه وفرائضه وما يحتاج إليه الناس ما إحتجّ به (٢).
قوله عليهالسلام : «وَأَنْهىٰ إِلَيْكُمْ عَلىٰ لِسٰانِهِ» أي على لسان نبيّه صلىاللهعليهوآله أبلغ الاُمّة بما تحتاج من الشرائع والأحكام.
قوله عليهالسلام : «مَحٰابَّهُ مِنَ الْأَعْمٰالِ» أي ما يحبّه من الأعمال الحسنة.
قوله عليهالسلام : «وَمَكٰارِهَهُ» جمع مكروه ، أي ما يكرهه منها
قوله عليهالسلام : «وَنَوٰاهِيَهُ» أي وزواجره.
قوله عليهالسلام : «وَأَوامِرَهُ» أي وواجباته. روى الشيخ المفيد قدس سره أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله خرج في مرض وفاته معصوب الرأس معتمداً على أمير المؤمنين عليهالسلام بيمنى يديه ، وعلى الفضل بن العباس باليد الاُخرى حتّى صعد المنبر ، فجلس عليه.
ثم قال : معاشر الناس قد حان منّي خفوق من بين أظهركم إلى أن قال : ليس بين الله وبين أحد شيئ يعطيه به خيراً ، أو يصرف عنه به شرّاً إلّا العمل. أيها الناس لا يدّع مدّع ولا يتمنّ متمنّ ، والذي
__________________
١ ـ المائدة : ٣.
٢ ـ بصائر الدرجات : ص ٥٣٧ ـ ٥٣٨ ، ح ٥١ ، باب ١٨ : النوادر في الأئمة عليهمالسلام واُعاجيبهم.