بعثنى بالحقّ نبيّاً لا ينجى إلّا عمل مع رحمة ، ولو عصيت لهويت ، اللّهم هل بلغت (١)؟ الحديث.
قوله عليهالسلام : «فَأَلْقىٰ إِلَيْكُمُ الْمَعْذِرَةَ» فلايمكنكم إلاعتذار مع المخالفة بالجهالة.
قوله عليهالسلام : «وَاتَّخَذَ عَلَيْكُمُ الْحُجَّةَ» لقوله تعالى : «قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ» (٢).
قوله عليهالسلام : «وَقَدَّمَ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ» اقتباس من قوله تعالى : «قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ» (٣) ليكون الوعيد قبل حلول العقاب ، ويشهد له قوله تعالى : «وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا» (٤) فبعث الله تعالى رسوله صلىاللهعليهوآله بالكتاب المبين لكيلا «تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ» (٥).
قوله عليهالسلام : «وَأَنْذَرَكُمْ بَيْنَ يَدَىْ عَذٰابٍ شَدِيدٍ» اقتباس من قوله تعالى : «إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ» (٦) فالإنذار دائماً يكون قبل نزول العذاب لقبح العقاب من دون البيان قال تعالى : «يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ * إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ * تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ * لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أُنذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ» (٧).
* * *
__________________
١ ـ الارشاد : ٩٧.
٢ ـ الأنعام : ١٤٩.
٣ ـ ق : ٢٨.
٤ ـ الإسراء : ١٥.
٥ ـ الأعراف : ١٧٢.
٦ ـ سبأ : ٤٦.
٧ ـ يس : ١ ـ ٦.