من قريش بني هاشم ، واصطفاني من بني هاشم (١).
ويحتمل أن يكون المراد بذلك مكّة المكرمة لِما كانت ولادته صلىاللهعليهوآله فيها ويشعر به قوله عليهالسلام في هذه الخطبة : نَبَتَتْ فِي حَرَمٍ.
وروى الطبرسي في الإحتجاج عن الإمام موسى بن جعفر عليهالسلام في حديث عن آبائه عليهمالسلام ، عن الحسين بن علي عليهماالسلام قال : إنّ يهوديّاً من يهود الشام وأحبارهم كان قد قرأ التوراة والإنجيل ، والزبور ، وصحف الأنبياء عليهمالسلام وعرف دلائلهم ، جاء إلى مجلس فيه أصحاب ورسول الله صلىاللهعليهوآله وفيهم علي بن أبي طالب عليهالسلام ، وإبن عبّاس ، وإبن مسعود ، وأبوسعيد الجهني فقال : يا اُمّة محمّد صلىاللهعليهوآله ما تركتم لنبي درجة ، ولا لمرسل فضيلة ، إلّا نحلتموها لنبيّكم ، فهل تجيبوني عمّا أسألكم عنه؟ فكاع (٢) القوم عنه ، فقال علي بن أبي طالب عليهالسلام : نعم ، ما أعطى الله عزّوجلّ نبيّاً درجة ، ولا مرسلاً فضيلة ، إلّا وقد جمعها لمحمد صلىاللهعليهوآله وزاد محمّداً على الأنبياء أضعافاً مضاعفةً الحديث (٣).
قوله عليهالسلام : «وَأَعَزِّ الْأُرُومٰاتِ مَغْرِسًا» الأرومات : جمع أرومة بمعنى الأصل ، و «مغرساً» من حيث النسل أي النسل السامي.
قوله عليهالسلام : «مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي صَدَعَ مِنْهٰا أَنْبِيٰاءَهُ» الصدع : بمعني الشق ، والمراد : إن الله إشتق من شجرة إبراهيم رسل وأنبياء الذين جاؤوا من بعده.
__________________
١ ـ صحيح مسلم : ج ٤ ، ص ١٧٨٢ ، كتاب الفضائل : باب ١ فضل نسب النبيّ صلىاللهعليهوآله ، ح ٢٢٧٦ ، ومسند أبي يعلى الموصلي : ج ١٣ ، ص ٤٦٩ ـ ٤٧٠ ، ح ٣ / ٧٤٨٥.
٢ ـ فكاع : أي جبن وهاب.
٣ ـ الإحتجاج : ج ١ ، ص ٤٩٧ ـ ٤٩٨ ، ح ١٢٧.