قوله عليهالسلام : «وَانْتَجَبَ مِنْهٰا أُمَنٰاءَهُ» أي إختار من الأنبياء من هم أمناء على وحيه.
قوله عليهالسلام : «عِتْرَتُهُ خَيْرُ الْعِتَرِ» عترة الرجل : نسله ورهطه الأدنون (١) فهم الذين أوصى فيهم النبيّ صلىاللهعليهوآله فقد روى أبو سعيد الخدري عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أنّه قال : إنّي أوشك أن أدعى فأجيب ، وإنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله عزّوجلّ وعترتي ، كتاب الله حبل ممدودً بين السماء والأرض ، وعترتي أهل بيتي ، وأن اللطيف الخبير أخبرني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، فانظروا بماذا تخلّفوني فيهما (٢).
وروى الشيخ الصدوق بإسناده عن علي بن أبي طالب عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله إنّي مخلّف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض كهاتين ـ وضم بين سبّابتيه ـ فقام إليه جابر بن عبدالله الأنصاري وقال : يا رسول الله صلىاللهعليهوآله من عترتك؟ قال : علي ، والحسن ، والحسين ، والأئمة من ولد الحسين إلى يوم القيامة (٣).
وقال الشيخ الصدوق : العترة : علي بن أبي طالب عليهالسلام وذريّته من
__________________
١ ـ الصحاح : ج ٢ ، ص ٧٣٥ ، مادة «عتر».
٢ ـ هذا الحديث المعروف بحديث الثقلين من الأحاديث المتواترة أخرجه الشيخ الصدوق قدس سره بخمس طرق في إكمال الدين : ص ٢٣٥ ـ ٢٤٠ ، ح ٤٦ ، ٤٨ ، ٥٠ ، ٥٧ ، وأخرجه الشيخ الطوسي في أماليه : ص ٢٥٥ ، ح ٤٦٠ / ٥٢ ، المجلس التاسع ، وأخرجه أحمد بأربع طرق في مسنده : ج ٣ ، ص ١٤ ، ١٧ ، والثعلبي في تفسيره عنه ، ينابيع المودة : ص ٣٢ ، والطبراني في معجمه عنه الدر المنثور : ج ٢ ، ص ٦٠ ، وغيرهم عن أبي سعيد الخدري ، وفي الباب عن علي وفاطمة والحسن وإبن عبّاس وزيد بن الأرقم وثلاثة عشر من أصحاب النبيّ صلىاللهعليهوآله.
٣ ـ إكمال الدين وإتمام النعمة : ص ٢٤٤ ، ٢٤٥.