عَنِ الْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ» (١). وفي الخبر جاء مجوسي إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله قد أعفى شاربه وأحفى لحيته فقال صلىاللهعليهوآله : من أمرك بهذا؟ قال : ربّي. قال صلىاللهعليهوآله : لكنّ ربّي أمرني أن أحفي شاربى وأعفي لحيتي (٢).
قوله عليهالسلام : «وَصَمْتُهُ لِسٰانٌ» أي أنّ سكوته كلام وبيان ، فحينذٍ لا يخلو من فائدة من وجهين :
الوجه الأوّل : إن سكوته عن بعض المطالب الذي لا ينبغي القول فيه : يكون إفهاماً للناس بعدم جواز خوضهم فيما لا يعنيهم.
الوجه الثاني : أنّ سكوته في مقام التقرير حجّة كقوله وفعله. فإن الصحابه إذا عملوا عملاً جائزاً ولم ينهاهم النبيّ صلىاللهعليهوآله عن ذلك بل سكت عنهم ، فإنّ سكوته صلىاللهعليهوآله حينئذٍ دليل على جواز ذلك العمل.
* * *
__________________
١ ـ النجم : ٣ ـ ٤.
٢ ـ الطبقات الكبرىٰ : ج ١ ، ص ٣٤٧ ، ذكر أخذ رسول الله صلىاللهعليهوآله من شاربه.