بقوله تعالى «اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا» (١) فلما ينظر إلى صحيفة أعماله يقول : «مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا» (٢).
قوله عليهالسلام : «وَيَقِفَ الكَسِيرُ» أي من كان كسيراً لا يتمكّن من السير المتعارف فلابدّ أن يقف. قال تعالى : «وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ» (٣).
قوله عليهالسلام : «فَيُقِيمُ عَلَيْهِ حَتّىٰ يُلْحِقَهُ غٰايَتَهُ» أي من لم يكن صاحب معرفة ولا يقبل الإسلام بمجرّد الدعوة إليه. بل لابد من المدارة معه حتّى يعرف الحق بالتأمّل والهدوء.
قوله عليهالسلام : «إلّٰا هٰالِكًا لٰا خَيْرَ فِيهِ» أي من لم يكن مؤمناً من الكفار والمشركين والمنافقين أي المستهزئين الذين قال الله فيهم : «إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ» وهم : الوليد بن المغيرة ، والأسود بن عبد يغوث ، وأبو زمعة ، والعاص بن وائل ، والحرث بن قيس ، وعقبة بن أبي معيط ، والأسود بن الحرث ، وأبوالبختري وأبوجهل ، وأبولهب ونظراؤهم ، فهداهم النبيّ صلىاللهعليهوآله إلى صراط الحق ، فأبوا أن يقبلوا عناداً وعتوّا.
وفي الخبر : مرّ الأسود بن عبد يغوث على النبيّ صلىاللهعليهوآله فأومأ النبيّ صلىاللهعليهوآله إلى بطنه ، فاستسقى ومات حبناً (٥).
ومرّ عليه أبوزمعة ، فأشار صلىاللهعليهوآله إلى عينه ، فعمي ، وكان يضرب رأسه على الجدار حتّى هلك.
ومرّ به الوليد بن المغيرة ، فأومأ صلىاللهعليهوآله إلى جرح اندمل في بطن رجله
__________________
١ ـ الإسراء : ١٤.
٢ ـ الكهف : ٤٩.
٣ ـ الصافات : ٢٤.
٤ ـ الحجر : ٩٥.
٥ ـ الحبن : داء البطن يعظم منه.