رفدا. فارعنا رويدا فإنّ شرّ الرعاء الحطمة (١)(٢).
أخبرنا أبو بكر محمّد بن كرتيلا ، أنا أبو بكر محمّد بن علي بن محمّد الخيّاط ، أنا أبو الحسين أحمد بن عبد الله بن الخضر السوسنجري ، أنا أبو جعفر أحمد بن أبي طالب الكاتب ، حدّثني أبي ، حدّثني أبو عمر محمّد بن مروان بن عمرو القرشي ، أخبرني أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عمرو القرشي ، حدّثني أبي قال (٣) : قال معاوية لآذنه : ائذن لجارية بن قدامة ، فدخل وقضى سلامه فقال له : إيها يا جويرية بني قدامة قال : مهلا يا أمير المؤمنين بل جارية بن قدامة يا أمير المؤمنين ، إنّا كنا نصار حرب يوم الفجار حين حزتم الغبار وهمت قريش بالفرار ، فقال له : مه لا رضى لك ، أنت الذي قريت أهل الشام ظبات السيوف وأطراف الرماح. قال : إي والله يا أمير المؤمنين أنا (٤) هو ، ولو كنت بالمكان الذي كان فيه أهل الشام لقريتك بمثل ما قريتهم به قال : فحاجتك يا أبا قندس. قال : أما إنها إليك غير طويلة تقر الناس في بيوتهم فلا توفدهم إليك ، إنما يوفد إليك الأغنياء ، وتذرون الفقراء في حكاية طويلة تأتي في غير هذا الموضع.
أخبرنا أبو بكر اللفتواني ، أنا أبو صادق محمّد بن أحمد بن جعفر ، أنا أبو الحسن أحمد بن أبي بكر الأصبهاني ، أنا أبو أحمد العسكري ، أنا أبو بكر بن الأنباري (٥) ، أخبرني أبي ، عن أحمد بن عبيد قال : بينا الأحنف في الجامع بالبصرة إذا رجل قد لطمه ، فأمسك الأحنف يده على عينه (٦) وقال : ما شأنك؟ فقال له : اجتعلت (٧) جعلا على أن ألطم سيد بني تميم. فقال : لست سيدهم ، إنما سيدهم جارية بن قدامة ، وكان جارية في المسجد ، فذهب الرجل فلطمه قال : فأخرج جارية من خفه سكينا وقطع يده ، وناوله. فقال الرجل : ما أنت قطعت يدي ، إنما قطعها الأحنف بن قيس.
__________________
(١) إن شرّ الرعاء الحطمة ، مثل. الحطمة هو الذي يحطم الراعية بعنفه. يضرب لمن يلي شيئا ثم لا يحسن ولايته.
مجمع الأمثال ١ / ٣٦٣ رقم ١٩٤٦.
(٢) الخبر رواه المزي من هذا الطريق في تهذيب الكمال ٣ / ٣١٦.
(٣) الخبر في أخبار الوافدين من الرجال على معاوية ، للعباس بن بكار الضبي ص ٤١ ـ ٤٢.
(٤) في أخبار الوافدين : إني لأنا هو.
(٥) الخبر من هذا الطريق رواه المزي في تهذيب الكمال ٣ / ٣١٦.
(٦) في تهذيب الكمال : عينيه.
(٧) تقرأ بالأصل : «فقلت» والمثبت عن تهذيب الكمال.