عبد الله بن عمرو في بيعة يزيد ، فقال عبد الله : والله لأنا أعلم بأمر يزيد منكم ، وإنّي لأول الناس أخبر به معاوية أنه سيستخلف ، ولكني أردت أن يلي هو (١) بيعتي ، فقال لكريب بن أبرهة : أتدري ما مثلك ، [إنما مثلك](٢) مثل قصر عظيم في صحراء غشيه أناس قد أصابهم الحرّ ، فدخلوا يستظلون فيه ، فإذا هو ملآن (٣) من مجالس الناس وإنّ صوتك في العرب كريب بن أبرهة وليس عندك شيء ، وأما أنت يا عابس فبعت آخرتك بدنياك ، وأما أنت يا سليم بن عتر كنت قاصّا وكان معك ملكان يعينانك ويذكّرانك ثم صرت قاضيا ومعك شيطانان يزيغانك [عن الحق](٤) ويفتنانك.
أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك ، وأبو عبد الله البلخي قالا : نا أبو الحسين ابن الطيوري ، وثابت بن بندار قالا : أنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر ، ومحمد بن الحسن قالا : أنا الوليد بن بكر (٥) ، أنا علي بن أحمد (٦) بن زكريا ، أنا صالح بن أحمد ، حدثني أبي أحمد قال (٧) : سليم بن عتر ، مصري ، تابعي ، ثقة ، وكان يختم في الليلة ثلاث مرات ويجامع ثلاث مرات ، فلمّا مات بكت امرأته فقالت : رحمك الله ، إن كنت لترضي ربك وترضي أهلك.
أنبأنا أبو الفضل بن سليم ، حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه ، أنا أبو بكر الباطرقاني (٨) ، أنا أبو عبد الله بن مندة قال : وأنبأني أبو عمرو بن مندة ، عن أبيه أنا أبو سعيد بن يونس قال : سليم بن عتر بن سلمة بن مالك بن عتر بن وهب بن عوف بن معاوية بن الحارث بن أيدعان ابن سعد بن تجيب قاضي مصر ، هاجر في خلافة عمر بن الخطاب وحضر خطبة عمر بن الخطاب بالجابية ، وشهد الفتح بمصر ، وجمع له القضاء والقصص بمصر (٩) ، وكان يسمى سليم الناسك لشدة عبادته ، يروي عن عمر بن الخطاب ، روى عنه
__________________
(١) تقرأ بالأصل : «مكرهوا» والمثبت «يلي هو» عن فتوح مصر.
(٢) زيادة عن فتوح مصر.
(٣) بالأصل : «ملا» والمثبت عن فتوح مصر.
(٤) ما بين معكوفتين زيادة عن فتوح ومصر وأخبارها.
(٥) تحرفت بالأصل إلى : بكير.
(٦) تحرفت بالأصل إلى : حمد.
(٧) الخبر رواه العجلي في كتابه تاريخ الثقات ص ٢٠٠ رقم ٦٠٢.
(٨) بالأصل : الناطرفاني ، تصحيف.
(٩) انظر فتوح مصر لابن عبد الحكم ص ٢٣١.