وفي حديث آخر :
فقال لي بعد إسلامي : «يا جرير ، إن ربي قد أعلمني أنّ إبليس قد أيس أن تعبد الأصنام في أرض العرب ، فتهيأ حتى تسير إلى بيت قومك خثعم ذي الخلصة فتدعوهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ، وعلى أن تكسر أصنامهم وتحرّق بيتهم» ، قال فقلت : يا رسول الله ؛ إني رجل قلع : لا أثبت في السّرج ، قال : «فادن إلي» ، قال : فدنوت إليه ، فضرب في صدري وقال : «اللهم ثبته واجعله هاديا مهديا». قال : ثم ندب الناس معي فانتدب معي مائتان جلهم من أحمس ، وانطلقت [١٤٠٩٤].
حدث إبراهيم قال : (١) توضأ جرير ثم مسح على خفيه ، فقيل له : أتمسح على خفيك! قال : وما لي لا أمسح ، وقد رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يمسح! قال : فكان حديث جرير أوثق حديث في المسح ، لأنه أسلم في العام الذي قبض فيه رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعد نزول المائدة (٢).
وعن جرير بن عبد الله قال (٣) :
ما حجبني رسول الله صلىاللهعليهوسلم منذ أسلمت ، ولا رآني إلّا ضحك.
وعن علي بن أبي طالب عليهالسلام قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول :
«لا تسبوا جرير بن عبد الله ، إنّ جريرا منا أهل البيت» [١٤٠٩٥].
وعنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم (٤) :
جرير بن عبد الله منا أهل البيت ظهر لبطن ظهر لبطن ظهر لبطن.
__________________
(١) رواه أحمد بن حنبل في المسند ٧ / ٥٧ رقم ١٩١٨٩ باختلاف من طريق أبي معاوية حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن همام قال : وذكره.
(٢) يعني بعد نزول آية الوضوء في سورة المائدة (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ...) الآية : ٥.
(٣) رواه الطبراني في المعجم الكبير ٢ / ٣٠٩ رقم ٢٢٨٧ من طريق محمد بن النضر الأزدي ، ثنا معاوية بن عمرو ثنا زائدة ثنا بيان عن قيس بن أبي حازم عن جرير ، وذكره. ورواه المزي في تهذيب الكمال ٣ / ٣٥٥.
(٤) رواه الطبراني في المعجم الكبير ٢ / ٢٩١ رقم ٢٢١١ وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ٣٧٣ والذهبي في سير الأعلام ٢ / ٥٣٤.