[قال أبو بكر الخطيب](١) : [محمد أمير المؤمنين المعتصم بالله ابن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب ، يكنى ، أبا إسحاق](٢).
وأمّ المعتصم أمّ ولد اسمها ماردة ، لم تدرك خلافته ، والمعتصم يقال له : الثمانيّ (٣) ، لأنه ولد [بالخلد في](٤) سنة ثمانين ومائة ، في الشهر الثامن ، وهو ثامن الخلفاء ، والثامن من ولد العباس ، وفتح ثمانية فتوحات ، وولد له ثمان بنين ، وثمان بنات ، ومات وعمره ثمان وأربعون سنة ، وخلافته ثمان سنين وثمانية أشهر ويومان ، وقتل ثمانية أعداء : بابك ، ومازيار ، وياطس (٥) ورئيس الزّنادقة ، والأفشين ، وعجيفا ، وقارن ، وقائد الرّافضة (٦).
وكان المعتصم أبيض ، أصهب اللحية طويلها ، مربوعا ، مشرب اللّون (٧).
وبويع للمعتصم يوم مات المأمون سنة ثمان عشرة ومائتين ، ودخل بغداد (٨) على بغل كميت بسرج مكشوف وعليه قلنسوة لاطئة وسيف بمعاليق ، فأخذ على باب الشّام حتى عبر الجسر ، ثم دخل من باب الرّصافة فأخذ يمنة حتى دخل الدّار التي كان ينزلها المأمون من باب العامّة.
كان (٩) مع المعتصم غلام يتعلّم معه في الكتّاب ، فمات الغلام ، فقال له الرّشيد : مات
__________________
(١) زيادة للإيضاح.
(٢) ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن تاريخ بغداد ٣ / ٣٤٢.
(٣) في البداية والنهاية ٧ / ٣٠٤ : المثمّن.
(٤) زيادة عن تاريخ بغداد.
(٥) في تاريخ بغداد : «باطس» وفي تاريخ الإسلام : باطيش.
(٦) انظر عن تسميته بالمثمن في تاريخ بغداد ٣ / ٣٤٣ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ٢٢١ ـ ٢٢٧) ص ٣٩٤ وتاريخ الخلفاء ص ٣٩٣ ـ ٣٩٤ وسير الأعلام ١٠ / ٣٠٢.
(٧) الخبر في تاريخ بغداد ٣ / ٣٤٧ وتاريخ الطبري ٩ / ١١٩ وتاريخ الإسلام (٢٢١ ـ ٢٣٠) ص ٣٩٣ وسير الأعلام ١٠ / ٢٩١.
(٨) دخلها يوم السبت مستهل رمضان سنة ثمان عشرة ومائتين ، انظر البداية والنهاية ٧ / ٢٨٧.
(٩) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٣ / ٣٤٣ من طريق أبي منصور باي بن جعفر الجيلي حدثنا أحمد بن محمد ابن عمران ، حدثنا محمد بن يحيى ، حدثنا محمد بن سعيد الأصم ، حدثنا إبراهيم بن محمد بن إسماعيل الهاشمي ، فذكره. ورواه الذهبي في تاريخ الإسلام (٣٩٣) وسير الأعلام ١٠ / ٢٩١ والبداية والنهاية ٧ / ٣٠٤ وتاريخ الخلفاء للسيوطي ص ٣٩٣.