وبزيد فاعله والباء زائدة كما في : (وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً)(١) والهمزة للصيرورة أيضا. والتقدير : أحسن زيد ، أي صار حسنا. هذا مذهب سيبويه ففيه زيادة الباء واستعمال الأمر بمعنى الماضي. ولم يتعرض في النظم لهذا الكون المتعجب منه مجرورا.
واعلم أن فعل التعجب إنما يبنى (من فعل متصرف ثلاثي) مجرد تام مثبت متفاوت في المعنى مبني للفاعل غير دال على لون أو عيب ، فإذا أريد التعجب من فعل دال على لون إن خلقة فيتوصل إليه بجائز يصاغ منه ، وينصب مصدر التعجب منه بعده مفعولا كما يؤخذ من قوله :
(وإن تعجبت من الألوان |
|
أو عاهة تحدث في الأبدان |
فابن له فعلا من الثلاثي |
|
ثم ائت بالألوان والأحداث |
تقول ما أنقى بياض (العاج) |
|
وما أشد ظلمة الدياجي) |
إذا قصدت التعجب من فعل ثلاثي دال على لون كالبياض أو على عاهة ، أي علة كالعمى ، فيتوصل إليه بأن يصاغ فعل التعجب من فعل ثلاثي ، أي مع استيفاء سائر الشروط المذكورة. ثم يؤتى بمصدر الفعل الذي تريد التعجب منه
______________________________________________________
(قوله : من فعل متصرف ثلاثي إلخ) فلا يبنى من الرباعي كدحرج وتدحرج ، وقوله : متصرف ، لا يبنى من غير متصرف كنعم وبئس. وقوله مجرد ، فلا يبنى من المزيد كانطلق واستخرج. وقوله : تام ، فلا يبنى من ناقص ككان. وقوله : مثبت ، فلا يبنى من المنفي نحو : ما ضرب. وقوله : متفاوت ، فلا يبنى من غير متفاوت كمات وفني لأن حقيقتهما لا تتفاوت. وقوله : مبني للفاعل ، فلا يبنى من مبني للمفعول كضرب زيد. ا ه.
نعم إن كان منفيا أو مبنيا للمفعول لكن مصدرهما مؤول جاز نحو : كثر أن لا يقوم وأعظم بضربه. ا ه.
(قوله : العاج) هو عظم الفيل واحده عاجة. قال سيبويه : يقال لصاحب العاج عوّاج بالتشديد. ا ه.
__________________
(١) سورة النساء ، الآية ٧٩.